الانسداد المزدوج يطبع مجمل المشهد ويضع البلاد امام عد تنازلي لترجيح احتمال الفراغين على كل الاحتمالات. ويبدو في حكم المؤكد ان الجلسة الانتخابية الثانية الخميس المقبل ستستعيد الصورة نفسها لنتائج الجلسة الأولى مع فارق محتمل بان يتزايد عدد النواب المؤيدين للنائب ميشال معوض، ولكن من دون القدرة على انتخابه في مقابل "الكتلة البيضاء" للفريق الاخر، ومقاطعة نواب "التيار الوطني الحر". كما ان تكتل النواب التغييريين لم يقرر بعد اسم المرشح البديل الذي سيصوت له من بين ثلاثة هم زياد بارود وناصيف حتي وصلاح حنين . ومن المقرر ان يقوم وفد من "التيار الوطني الحر" اليوم بزيارتين لقصر بعبدا وبكركي في اطار التصور الذي اعلنه رئيس "التيار" النائب جبران باسيل حيال الاستحقاق الرئاسي. واكد باسيل امس عدم مشاركة كتلة التيار في جلسة الانتخاب يوم الخميس معتبرا ان "هناك استهتارا بالشهداء والذكرى الوطنية".وعلمت "البناء" أن القوات اللبنانية والكتائب والاشتراكي مستمرون بتأييد المرشح النائب ميشال معوض وسيصوّتون له في جلسة الخميس.
ويستكمل النائب غسان سكاف مبادرته الرئاسية بزيارة رؤساء الكتل النيابية في محاولة لتقريب وجهات النظر، وزار أمس رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في معراب.وأوضح سكاف لـ"البناء" أنه مستمر بمبادرته وجولته على الأطراف السياسية للاستماع الى آراء وتوجهات الكتل ورؤيتها للرئيس المقبل لتدوير الزوايا وتقريب وجهات النظر، للتوصل الى توافق. ولفت الى أن لا أسماء جديدة غير معوض حتى الساعة حتى بروز أسماء جديدة. ولا اتفاق بين كتل المعارضة والمستقلون مع الكتائب والقوات والاشتراكي. مشيراً الى أن لا أحد يملك أكثرية نيابية لفرض مرشحه حتى الساعة.
وفيما تحاول جهة إقليمية الضغط على كتلة النواب السنة لتأييد معوض، علمت «البناء» أن هذه المحاولات لم تنجح. وأشارت أوساط نيابية في كتلة اللقاء الديمقراطي لـ»البناء» الى أن الحزب مستمر بتأييد النائب معوض حتى الساعة وسيصوت له في الجلسة المقبلة، الى أن تبرز معطيات جديدة تتجه نحو التوافق على مرشح مع القوى الأخرى. لكنها تساءلت عن سبب إخفاء قوى 8 آذار والتيار الوطني الحر مرشحيهم. مشيرة الى أن لا قوى التغيير والمستقلون اتفقوا مع 14 آذار على مرشح ما وكذلك الأمر جبهة الأوراق البيضاء لم تتفق على مرشح، وبالتالي الجميع يعطل انتخاب الرئيس ما يتوجب الاتفاق على مرشح معين.
في هذا الوقت، استمرت الاتصالات واللقاءات بين القوى السياسية لتقرير وتوحيد الموقف حول جلسة انتخاب رئيس الجمهورية بعد غد الخميس، اعلن نائبا مجموعة التغيير ابراهيم منيمنة ومارك ضو وبعض النواب المستقلين انهم لن يسيروا بترشيح النائب ميشال معوض، بينما حدد نواب التغيير لائحة اسماء لتختار واحداً منها هي: الوزيران السابقان زياد بارود وصلاح حنين، ووزير الخارجية الاسبق ناصيف حتّي، وامين عام وزارة الخارجية الاسبق ناجي أبي عاصي، وكريم بيطار وهو ابن وزير الصحة الاسبق الراحل اميل بيطار. وربما يُعاد طرح اسم سليم ميشال إده.
وأشار النائب أحمد الخير في حديث مع "الانباء" الالكترونية الى بقاء "الستاتيكو" على حاله كما كان في الجلسة السابقة الى جانب تراجع الاوراق البيضاء بسبب غياب تكتل لبنان القوي عن الجلسة، متوقعاً تغيّراً ما في موقف النواب التغييرين بعد اضافة اسم جديد على الاسمين الأولين، كاشفاً أن القرار النهائي لتكتل الاعتدال الذي ينتمي اليه سيعلن قبل الجلسة في حال بروز مستجدات جديدة، مع الابقاء علي باب التشاور مفتوحاً، لكنه أعلن أن التصويت سيكون للبنان كما في المرة السابقة اذا بقيت الأمور على حالها. أما اذا حصل تبدل في المواقف فالتكتل جاهز لاتخاذ الموقف الذي يتناسب وقناعات أعضائه.
من جهته، أشار النائب ياسين ياسين في حديث مع "الأنباء" الالكترونية إلى ان "نواب التغيير" انطلقوا بمبادرة قد يكون حصل فيها بعض التأخير أو حرق بالخطوات، لكنها مستمرة، معلناً أن مبادرتهم "تنطلق من لبننة الاستحقاق الرئاسي واختيار مرشح لا ينتمي الى جهة معينة ويكون من خارج الاصطفافات القائمة، لكي يكون الحكم والحاكم ويتمتع بكفاءات عالية في ادارة البلد وانتشاله من أزماته".
وأوضح ياسين أن اعتراضهم على النائب معوض ينطلق من كونه رئيس كتلة نيابية ولديه وزراء في الحكومة، مذكراً بأن الشعب اللبناني اختار 13 نائباً من كل الطوائف ما عدا الطائفة الشيعية، نواب عابرين للطوائف والمذاهب والمناطق، انطلقوا على أساس الصدق لأن الشعب لم يعد يهمّه الاسماء المنمقة ولم يعد يريد ضغوطا من الحاضنة السياسية، مضيفاً: "وبالتالي الشعب اختارنا لنكون صادقين، فنحن موظفون لدى الشعب اللبناني ونريد ان نكون صريحين وشفافين، ولهذا نجد أن الجميع يناورون بانتظار الوحي الذي لم يصدر بعد".