سيكون المشهد الداخلي ابتداء من الأسبوع المقبل على موعد مع الاختبار الجديد لحكومة أراد لها "الثنائي" عودة مشروطة بملفي الموازنة وخطة التعافي الاقتصادي فيما يصعب هضم هذا الشرط وتجاوزه اقله من رئيسي الجمهورية والحكومة. وإذا كانت معظم المعطيات تشير الى ان تداعيات الانهيار الداخلي لعبت فعلا الدور الأساسي والحاسم في تراجع الثنائي "امل" و"حزب الله" عن مقاطعة جلسات مجلس الوزراء ولو مع اشتراطات جديدة لحفظ ماء الوجه في مسألة التراجع عن المقاطعة فان مزيدا من المعطيات تشير أيضا الى ان هذا التطور لم يحصل في معزل عن تعاظم الضغوط الخارجية لاعادة احياء مجلس الوزراء ولا سيما منها من فرنسا تحديدا التي يبدو انها وقفت وراء حيز مهم من الجهود التي بذلت من اجل إزالة الانسداد امام حكومة الرئيس نجيب ميقاتي.وأوضحت مصادر مطلعة على أجواء لقاء بعبدا لـ"نداء الوطن" أنّ الاجتماع بين رئيسي الجمهورية والحكومة الذي دام لنحو نصف ساعة "خلص إلى حصول تفاهم مشترك على جدول أعمال مجلس الوزراء بحيث سيصار إلى السير في البحث بالتوازي بين مشروع الموازنة وخطة التعافي ليتم الانتهاء منهما سوياً"، مشيرةً إلى أنّ الجلسة الأولى لمجلس الوزراء التي ستعقد في قصر بعبدا ستقتصر على عرض وزير المالية يوسف خليل "فذلكة الموازنة" بالإضافة إلى الخطوط العريضة لخطة التعافي، على أن يبدأ البحث التفصيلي في جلسات متلاحقة للحكومة تُعقد في السراي الكبير، على أن تكون الجلسة الأخيرة في بعبدا لإقرار الموازنة".ونقلت المصادر أنّ "جدول الأعمال المتفق عليه بين عون وميقاتي يتضمن أموراً حياتية ملحة سيتم بحثها في مستهل جلسة مجلس الوزراء، وأبرزها: المساعدة الاجتماعية، ومضاعفة تعويض النقل والانتقال للمدنيين وتعويض النقل المقطوع للعسكريين وتمديد الملاكات اضافة الى امور طارئة لاتخاذ القرارات المناسبة بشأنها"، لافتةً إلى أنّ "الجلسة ستعقد مبدئياً يوم الاثنين، لكنّ التوقيت الدقيق سيبقى مرتبطاً بموعد تسليم وزير المالية مشروع قانون الموازنة إلى الأمانة العامة لرئاسة الحكومة تمهيداً لتوزيعه على الوزراء قبل موعد الجلسة بثمان وأربعين ساعة، أي أنّ الجلسة ستعقد الاثنين إذا وصل مشروع الموازنة بين يومي الخميس والجمعة إلى السراي".وكتبت" اللواء": توقعت المصادر ان يؤدي التفاهم بين عون وميقاتي على ترك ملف التعيينات جانبا بالوقت الحاضر الى استياء واضح لدى باسيل، الذي يبدو أنه يحاول التعويض عن افشال صفقة مقايضة التعيينات، بايجاد مخرج لمشكلة البيطار، التوجه لفبركة وتركيب ملفات قضائية، لبعض خصومه السياسيين ومنافسيه، كما هوحاصل مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة. واعتبرت مصادر سياسية مواكبة ان «الجلسة الحكومية الاولى ستكون اشبه بجلسة جس نبض، بحيث يتبين ما اذا كان وزراء «الثنائي»سيكونون مرنين ام ملتزمين تماما بالبحث حصرا بالموازنة وخطة التعافي»، وقالت المصادر لـ «الديار» : «لن يستطيع «الثنائي» الاعتراض على بت امور ملحة سواء مرتبطة بشؤون الناس او بالانتخابات، والارجح انه سيعترض حصرا على اقرار التعيينات».
