كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن أن هناك حكومة ستبصر النور في الأيام العشرة الأخيرة قبل نهاية ولاية رئيس الجمهورية، إلا أن التعقيدات التي ظهرت خلال النقاشات الأخيرة من ناحية أن باسيل يريد تغيير كل الوزراء المسيحيين في الحكومة ورفض رئيس الحكومة هذا الأمر، يجعل من الصعب تخيّل شكل الحكومة التي قد تتشكّل. وتتحدّث بعض الأوساط السياسية عن أن باسيل في صدد القبول بتغيير اسمين فقط لمصلحة اسمين آخرين، منهما النائب السابق إيدي معلوف.
صحيح أن غالبية ساحقة من المعنيين باتت تقرّ بأن عدم تشكيل حكومة كاملة الصلاحيات في ما تبقّى من ولاية الرئيس عون يهدد بمشكلة كبيرة لأن رئيس الجمهورية سيوقّع مرسوم إقالة الحكومة الحالية، وسيبادر فريق وزاري وازن إلى الانسحاب من الحكومة وتركها من دون غطاء سياسي. لكن بين الأقطاب من يعتقد أنها ليست مشكلة كبيرة، وأنه يمكن تجاوزها من خلال تفاهمات بين الأقطاب البارزين في الدولة. وهؤلاء، يبدو أنهم لم يقرأوا جيداً المفاعيل الأولية لتفاهم البحر على التوازن السياسي الخاص بتشكيل الحكومة قبل آخر الشهر.لكن المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابرهيم، قال ردا على سؤال لجريدة" النهار": "نعم يمكننا الاشارة الى ان ثمة ثغرة صغيرة برزت في جدار التأليف اخيرا ونحن بصدد العمل على الاستفادة منها والبناء عليها بغية استئناف ما بدأناه قبل ايام قليلة عسى ان نعيد تحريك المياه الراكدة ونحيي الآمال ونبدّد موجة التشاؤم الفارضة نفسها على المشهد السياسي".ونفت مصادر متابعةل" اللواء" ما يروج عن إعادة تحريك الاتصالات المتوقفة لتشكيل الحكومة من جديد، وقالت ان موضوع تشكيل الحكومة طوي نهائيا لاسباب عدة، اولها تعذر التجاوب مع سلّة الشروط والمطالب اللامعقولة لرئيس الجمهورية وصهره النائب جبران باسيل، وثانيا، صعوبةتسويق اي حكومة جديدة في ظل الوضع السياسي المتشنج وثالثا،التركيز على انتخاب رئيس جديد للجمهورية، مع اقتراب ولاية عون من الانتهاء بعد اسبوعين من الزمن، وبالتالي لم يعد مفيدا التلهي بتشكيل حكومة جديدة، يكون عمرها محدودا ومرتبطا بانتخاب الرئيس الجديد.واعترفت المصادر نقلا عن الوسطاء، بأن موضوع تشكيل الحكومة اصبح وراءنا، وكل الاطراف لم يعودوا متحمسين للتشكيل، الا رئيس الجمهورية وصهره، ولكن من دون جدوى، لان المعاندة والتشبث بالمطالب الفاقعة وتجاوز الحدود،أدى إلى ردة فعل سلبية ومضادة، اغلقت كل أبواب الحلول، واوصلت الامور إلى ما نحن عليه الان، ولم تعد تنفع كل اساليب التصعيد والصراخ العالي.