حاورته جوزيان الحاج موسى
أكد مدير المركز العربي للدراسات الايرانية الدكتور محمد صالح صدقيان، أن إيران “لا تريد توسيع رقعة الحرب لأنها لا تضبط ساعتها على التوقيت الإسرائيلي”، مشيراً إلى أن “إسرائيل تريد فتح الساحات لابتزاز واشنطن”. وكشف صدق كيان عن المقاربة الإيرانية لعملية “طوفان الأقصى”، في حديثٍ خاص لموقع LebTalks، موضحاً أن “إيران قد أعلنت في 9 تشرين الأول على لسان المرشد علي الخامنئي، بأنها لم تكن في إطار التخطيط والتوقيت لما حدث في 7 تشرين، وبأنها تقف مع المقاومة وتدعمها في وجه الإحتلال وتدعم أي شكل من أشكال مقاومة الإحتلال الإسرائيلي”.
ولفت إلى “قرائن إيرانية تعتمد على ما حصل بعد 7 تشرين، وهي تقول بأن الكيان الإسرائيلي يحاول جرّ أطراف اخرى للحرب ويريدون توسيع الحرب في المنطقة وحشر الجميع في الزاوية بحسب التوقيت الإسرائيلي، ويريد بشكل جدي جرّ الولايات المتحدة وحلفائها للدخول في الحرب، لأن هناك وضعاً معقداً جداً وصعباً جدا لحكومة نتنياهو بعد 7 تشرين والإنهيار العام للكيان الإسرائيلي”، كما اعتبر أن “زيارات رؤساء الولايات المتحدة وغيرهم من الدول الأوروبية تدل على أن هناك شيئاً خطيراً داخل هذا الكيان وحلفائه الذين يرون أنه يجب توسيع الحرب، حيث أن مصلحة إسرائيل هي في فتح الساحات لابتزاز واشنطن”.
وكشف بالتالي، عن “رسالتين أميركييتين وصلتا إلى طهران، الأولى أن أميركا لا تريد توسيع إطار الحرب والثانية دعوة إيران لضبط النفس والطلب من حلفائها عدم التدخل” منتقداً “المطالبة بعدم توسيع رقعة الحرب بالتوازي مع دعم إسرائيل في القتل الجماعي لسكان غزة”.
وأكد صدقيان أن “طهران لا تريد توسعة رقعة الحرب لسبب بسيط وهو أنها لا تريد ضبط ساعتها على التوقيت الإسرائيلي، وقد حذرت دائما من توسيع نطاق الحرب، واليوم حذر الوزير حسين أمير عبد اللهيان، ومن أنقرة من توسيع رقعة الحرب، لكنه أشار إلى أنه قد يكون لمحور المقاومة مفاجأة أخرى، وعندها لن تكون الأوضاع كما هي عليه الآن”.
لإيقاف القتل الجماعي في غزة
وشدد على “أهمية إيقاف القتل الجماعي لسكان غزة، لأنه إذا فتحت الساحات، فبالتأكيد إيران لن تقف ساكتة، وما يجري اليوم لا يخصّ إيران ومحور المقاومة فقط، بل كل الشرق الأوسط، حتى أن روسيا اليوم حذرت من حرب عالمية”.
وعن كلمة الأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصر الله الجمعة اعتبر أن “قرار السيد حسن نصرالله لا يرتبط بالقرار الإيراني، فالإيرانيون قالوا بشكل دقيق بأن قرار دخول الحرب هو الموقف الذي تتخذه فصائل المقاومة والقرار لا يأتي من إيران، وبالتالي القرار يتخذه محور المقاومة بناءً على الوضع الميداني، كما أن توقيت وقرار دخول المعركة أو عدمه، يخصّ فصائل محور المقاومة وإيران لا تتدخل فيه، وهناك تنسيق كامل لفصائل المقاومة حول الوضع في غزة، وكلمة السيد نصرالله تركز على تنسيق متقدم يهدف إلى خدمة القضية الفلسطينية بشكلٍ عام وأهل غزة بشكل خاص”.
كل الإحتمالات واردة
وعن لحظة الصفر التي يمكن أن تطبّق فيها وحدة الساحات لا سيّما وأن الإجتياح البري قد بدأ، أشار إلى أن “إيران صوتت لمصلحة حل الدولتين لوقف الحرب على غزة وأولويتها اليوم، إيقاف الإبادة الجماعية في حق سكان القطاع والتفاصيل تأتي لاحقاً، علماً أنه بعد بدء الإجتياح البري، فإن كل الإحتمالات أصبحت واردة والوضع معقد جداً، وهناك مطالبة بدخول محور المقاومة في الحرب وتركيز في الإتصالات، إلاّ أن الكل يدعو لضبط النفس ماعدا إسرائيل.”
وأضاف رداً على سؤال حول ما إذا كانت إيران تريد الحرب، أن “إيران لا تريد أن تعمل وفقاً للخيار الإسرائيلي، لكن كل الاحتمالات مطروحة على الطاولة.”
وعمّا إذا كانت إيران و”حزب الله” تخليا عن حماس قال صدق كيان:” لا أعتقد بأن هناك تخلّ عن حماس، بل على العكس من ذلك، إيران ملتزمة بحماس باعتبارها منظمةّ للتحرير وليست إرهابية كما يقول الأميركيون والإسرائيليون وهي جزء من محور المقاومة وإيران لن تتخلى عنها ولم تتخلّ عن “حماس” رغم موقفها من النظام السوري، ودعم طهران لحماس اليوم، في أعلى مستوياته بدليل لقاء وزير خارجية إيران عدة مرات بقادة حماس في الخارج تحديداً في قطر”.
وعمّا إذا كانت الحرب الحالية حرباً دينية بدليل خطاب الخامنئي قال: “الإمام الخامنئي أراد أن يلقي الضوء على قضية أكبر، فغزة هي ساحة من ساحات نظام الهيمنة الأميركية الذي يقود العالم منذ الحرب العالمية حتى الآن ، وهذا النظام هو الآن في غزة وقبلها كان في العراق وفي أفغانستان ومناطق أخرى، وهذا ما عبّر عنه بالمواجهة بين الحق والباطل”.
وعن مشاركة يهود طهران في الإحتجاجات التي حصلت في العاصمة الإيرانية ضد المجازر التي ترتكبها إسرائيل في غزة، اعتبر صدق كيان، أن “اليهود هم مواطنون إيرانيون ويمثلهم مندوب يتمّ انتخابه بشكل مباشر وموجود في مجلس الشورى، الى جانب مندوبين للمسيحيين والزرادشتيين، وهم جميعاً دانوا القتل الجماعي في غزة وأقاموا قداساً في كنيست يهودي في طهران لراحة نفس ضحايا غزة، وهم يقفون ضد الكيان الصهيوني ويعتبرونه محتلاً ويعارضون احتلاله للأراضي الفلسطينية”.
وردا على سؤال حول المعلومات التي أوردها مركز المعلومات حول الإستخبارات والإرهاب الإسرائيلي وفقاً لصحيفة “جيروزاليم بوست”، بأن قادة إيرانيين كبار، التقوا قادة “حماس” 4 مرات على الأقل في 2023، وأن عملية 7 تشرين كانت بناءً على ضوء أخضر إيراني، أجاب صدق كيان بأن “إيران لا تقول بأنه ليست لديها علاقة بحماس وهي تقول ذلك بشكل واضح جداً، لكن الإمام الخامنئي أكد بأن إيران لم تكن في إطار التخطيط والتوقيت لطوفان الأقصى، إلاّ أنه قال مباشرة بأن ايران تدعم محور المقاومة وحماس وحركة الجهاد، وقد أكد قادة حماس في الدوحة، بأن إيران لم تكن تعلم بالتوقيت ولا بتفاصيل العملية، فالصحف ووسائل الإعلام الإسرائيلية تريد جرّ الولايات المتحدة إلى الحرب”.
وخلص إلى أن “النبض العربي والإسلامي في كل البلدان يقف في وجه الماكينة الإسرائيلية التي تستهدف الإنسان في غزة، وليس في الشارع العربي والإسلامي من يقف مع ضرب الإنسان في غزة”.