أطلق الدكتور ديفيد أبو خليل، مبتكر علاج تصريف الصدمات الشموليّ التحوّليّ، كتابًا جديدًا بعنوان "الأسرار المدفونة"، وهو متوفّر في جميع المكتبات اللبنانية، وعبر الموقع الإلكتروني: www.drdavidaboukhalil.com.

يشكّل هذا الكتاب نداءً من طبقات الوعي الباطني، وجسرًا بين الفكر والتجربة، بين الملموس والخفي، وبين التحليل العقلي والانكشاف الروحي، ليصبح القارئ أمام سؤال عن الأصل والمآل، عن الوصل والانفصال، عن التجلّي والسِّتر، ويأخذه في رحلة داخلية نحو تضاريس الوعي الإنساني.

يدور كتاب "الاسرار المدفونة" في فلك الوحدانية الباطنية، لا كطرح لاهوتيّ مجرّد، ولا كمقاربة فلسفية نظرية، بل كتجربة حيّة نابضة، يذوب فيها الإدراك الفردي في بحر الكلّ، وتخبو فيها الأنا لتُفسح المجال لظهور الحقيقة كما هي: "وحدة تُرى خلف كل كثرة، وصوت واحد يتردّد من أعماق كل شيء".
وقد شُيّد هذا العمل على شكل أبواب، تمامًا كما تحمل الأبواب في العمارة الرمزية دلالاتٍ على عبور داخليّ من حالٍ إلى حال.
في هذا الكتاب، يفتح الدكتور ديفيد أبو خليل المجال للقارئ للغوص في رحلة علمية – فلسفية – معرفية، تستقصي أبعاد اختبار الوحدانية الباطنية، كما عايشها كبار العارفين، والمفكّرين، والمتصوّفة، والباحثين، والمنتمين إلى طيف واسع من المدارس الفكرية والدينية والروحية.

ويتضمّن كتاب "الأسرار المدفونة" دراساتٍ حديثة في علم الأعصاب والوعي، تُظهر بالبراهين التجريبية أن الدماغ البشريّ مهيّأ — بنيويًا أو تطوّريًا — للدخول في حالات من الإدراك الوحدويّ تتجاوز الفصل بين الذات والعالَم، ما يُعيد تعريف التجربة الروحية بوصفها ظاهرة قابلة للرصد والتوثيق، دون أن يُنتقص من عمقها القدسيّ أو بُعدها الغيبيّ.

"الأسرار المدفونة" للدكتور ديفيد أبو خليل ليس كتابًا يُقرأ وحسب، بل كتاب يُعاش ويُذاق. هو دعوة لإعادة تشكيل العلاقة بين الإنسان ونفسه، بين العقل والبصيرة، بين الكلمة والصمت.
وهو تذكير بأن "السرّ لم يُدفَن قط، بل ظلّ هناك، ساكنًا في عمقك، ينتظر منك أن تطرق الباب... وأن تُصغي".