جميل هذا التفاعل الذي أحدثه المسلسل اللبناني “بالدم”، خصوصاً أنّه يعالج قضايا اجتماعية حساسة جداً.
في الحلقة الـ 26، هزّ المشهد الأخير لشخصية عدلا، التي تجسّدها ببراعة الممثلة اللبنانية سينتيا كرم قلوب الجمهور، وحرّك قضية اجتماعية يجب أن تحضر في الدراما وخارجها. توجّه شقيق عدلا صوبها قائلاً لها: “لقيتك يا سايبة، ما خلق يللي بدو يحط راسي بالتراب”، مصوّباً مسدسه ومنهياً حياتها بثلاثة أعيرة نارية أردتها قتيلة.
لفظت عدلا أنفاسها الأخيرة وأبت أن تغمض عيناها، تجمّدتا باتجاه ابنها غدي، الدمية التي مدّتها بأمل كاذب ووجع مضمور.
وأمام هذا المشهد المحزن والصادم، الذي يذكّر بمشهديات متكررة في لبنان والعالم العربي، عبّر الجمهور عن غضبه لإزهاق هذه الروح الجميلة. سجّل اعتراضه لدى كاتبة العمل ندين جابر، وانغمس المتابعون في أحداث المسلسل، مطالبين المحامية غالية (ماغي بو غصن) بأخذ حق عدلا.
ولم يكتف الجمهور بهذه المطالب، بل أعلن الحداد على عدلا، إذ انتشرت ورقة نعي تعبّر عن هذا التعلّق الإنساني بشخصية درامية تحوّلت إلى فرد من أفراد المجتمع.
يذكّر هذا التفاعل الرمضاني بوفاة شاهين غازي شيخ الجبل في الموسم الخامس من مسلسل “الهيبة”. هذه الشخصية التي أداها ببراعة أيضاً الممثل اللبناني عبده شاهين.
حينها، شهدت الحلقة الـ29، حزناً مضاعفاً بعد مقتل شاهين (عبده شاهين)، الذي ضحّى بنفسه كي ينقذ عائلته، فواجه أحد رجال “داعش”، الذي أراد أن يفجّر نفسه داخل منزل جبل شيخ الجبل. وقد دفع الحزن على انتهاء دور شاهين إلى إصدار ورقة نعي باسم “آل شيخ الجبل في لبنان والمهجر”، تمّ تداولها على نحو واسع، تربّع فيها اسم شاهين تحت مسمّى “الشهيد شاهين غازي شيخ الجبل الذي توفاه الله في الحلقة 29 من مسلسل “الهيبة – جبل”، الجزء الخامس، عن عمر ناهز الـ40 عاماً قضاها بالصلاح والتقوى، وسيشيّع جثمانه الطاهر في الحلقة نفسها”.
