أثار تسريب قائمة أجور الفنانين الذين سيشاركون في مهرجان قرطاج الدولي هذا الصيف، غضب التونسيين، بسبب ارتفاعها المهول، في وقت تعيش فيه البلاد أزمة في المالية العامة وفي ظل أوضاع اقتصادية واجتماعية غير مستقرة.
وشنّ نشطاء الشبكات الاجتماعية هجوما واسعا، ضد كل من الفنانة ماجدة الرومي وكاظم الساهر وشيرين، بسبب شروطهم “المجحفة” وما اعتبروه ارتفاعا خياليا في أجورهم.
وكشف نقيب الفنانين ماهر الهمامي في تصريح إعلامي، أن الفنانة ماجدة الرومي طلبت 325 ألف دينار (في حدود 100 الف دولار)، بينما اشترطت الفنانة شيرين مبلغ 400 ألف دينار (حوالي 125 ألف دولار)، في حين طلب كاظم الساهر مبلغ مليار و200 ألف دينار (في حدود 380 ألف دولار)، وذلك مقابل إحيائهم حفلات في مهرجان قرطاج الدولي هذا الصيف.
وأثارت هذه الأجور المتداولة حفيظة التونسيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، منتقدين مغالاة الفنانين في أجورهم، ومحملين المسؤولية لمنظمي المهرجان دفع هذه الأموال الباهظة، في حين أن البلد يعاني من مشاكل ونقائص كبيرة، داعين إلى مقاطعة كل الأسماء التي تطلب أجورا عالية لا تتناسب مع إمكانيات الدولة.
وفي هذا السياق، استنكر الناشط محمد سعايدية في تدوينة له، المبالغ المالية المقدمة لبعض الفنانين الأجانب بالدولار، في وقت تعاني فيه خزينة الدولة من نقص حاد في العملة الصعبة، معتبرا أنها إهدار للمال العام وأن الشعب أولى بهذه الأموال.
ومن جهته، اعتبر الإعلامي سمير الوافي، أن الأرقام المتداولة عن أجور النجوم العرب التي يشترطونها على مهرجان قرطاج “لا تعبر عن سياسة الدولة التي تمنع إهدار العملة الصعبة في هذه الظروف الصعبة، بينما الفنان التونسي يعاني وهو ضحية التقشف وفقر المهرجانات الداخلية”.
وانتقد الوافي ما اعتبرها شروط مجحفة فرضها كاظم الساهر على مهرجان قرطاج، مشيرا إلى أنه بهذا الأجر الذي طلبه ستكون ثمن تذكرة الدخول لحفله مرتفعه وفي متناول الأغنياء فقط، أما البسطاء الذين صنعوا نجوميته فسيكونون ضحية جشعه، داعيا المسؤولين عن المهرجان إلى ضرورة رفض شروطه.
أما الناشطة وردة، فترى أن الأموال التي ستدفع إلى الفنانين مقابل الغناء لمدة ساعة، قادرة على تمويل مشاريع لتشغيل الشباب وإنقاذهم من البطالة التي تدفعهم للمغامرة بحياتهم والهجرة بطرق غير قانونية، ويمكن استخدامها في استيراد الأدوية المفقودة بالصيدليات أو في تجهيز المستشفيات”.
وتفاعلا مع ذلك، نفت وزارة الثقافة على لسان الوزير المكلف المنصف بوكثير، الأخبار المتداولة حول تخصيص ميزانية ضخمة للمهرجانات لجلب فنانين بأجور قياسية، واعتبرت أنها ستواصل دعم المهرجانات لكن في حدود المعقول مع الحرص على ضمان التوازنات المالية.