قال المخرج الأميركي الشهير ريتشارد لينكليتر للصحافيين، في “مهرجان كان السينمائي” إنه ظنّ سابقاً أنّ فيلمه “الموجة الجديدة” (Nouvelle Vague) الذي يتناول هذه الحركة السينمائية في فرنسا، لن يُعرض في دُور العرض الفرنسية أبداً، بسبب جنسيّته. وأضاف لينكليتر بعد يوم من العرض الأول للفيلم في المهرجان: “قبل عشر سنوات، عندما كنّا نفكّر في هذا الفيلم، لم أكن أمزح، حينها قلتُ إنني أتخيّل فيلماً مترجماً. وفكّرت أنهم سيكرهون أن يصنعه مخرج أميركي”. وأضاف “لكن مع اقترابي منه والعثور على شركاء متحمّسين، أدركت مدى أهميته بالنسبة لهم”.
فيلم “الموجة الجديدة” صُوِّر بالأبيض والأسود، ويتحدّث جميع الممثلين فيه باللغة الفرنسية، ويقتفي أثر المخرج جان لوك غودار، الذي يُعتبر أحد أكثر المخرجين تأثيراً في جيله، أثناء تصوير فيلم “بلا نفس” عام 1960.
ويجسّد الممثل الفرنسي غيوم ماربيك دَور غودار، بينما تؤدّي زوي دويتش وأوبري دولين دور الثنائي الشهير جان سيبرج وجان بول بلموندو. وأبدى المخرج المرشح لـ “جائزة الأوسكار” إعجابه بصناعة السينما الفرنسية واهتمامها بهذا القطاع. وقال: “الولايات المتحدة بحاجة إلى بعض من ذلك”، مضيفاً أنه لا يعتقد أنّ الرسوم الجمركية التي اقترحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الأفلام الأجنبية ستدخل حيز التنفيذ. وقال لينكليتر عن ترامب: “الرجل يُغيّر رأيه خمسين مرّة في اليوم الواحد”.
من جهة أخرى، ناقش الممثلان روبرت باتينسون وجينيفر لورنس، بطلا فيلم “داي ماي لاف” (Die, My Love) المعروض في “مهرجان كان” أيضاً، صعوبات فترة ما بعد الولادة وكيف استلهما تجاربهما الشخصية من أجل صنع الفيلم. وقالت لورنس، التي أنجبت في الآونة الأخيرة طفلها الثاني، للصحافيّين: “لا شيء يضاهي فترة ما بعد الولادة. إنها فترة عزلة شديدة”. وأضافت لورنس الحائزة “جائزة أوسكار” عام 2013، في إشارة إلى شخصيّتها في الفيلم “كأم، كان من الصعب عليّ حقّاً الفصل بين ما كنت سأفعله وما كانت ستفعله”.
باتينسون ولورانس يلعبان دور زوجَين، جاكسون وغريس، ينتقلان إلى بلدة صغيرة وينجبان طفلاً، ما يزيد من الضغط على علاقتهما بينما تكافح غريس، التي تعمل كاتبةً، للتعامل مع هويتها الجديدة كأم. وقال باتينسون: “عند التعامل مع شريكة تمرّ بمرحلة ما بعد الولادة أو أي نوع من الأمراض النفسية أو الصعوبات، فإنّ محاولة التعامل مع عزلتها وتحديد دورك أمر صعب، خاصةً إذا لم يكن لديكما اللغة المشتركة”.
والفيلم وهو أحدث أفلام المخرجة الاسكتلندية لين رامزي المعروفة بأفلامها الدرامية العاطفية، حظي بتصفيق حار لمدة تسع دقائق في عرضه الأول، ولاقى استحساناً كبيراً من النقّاد. وقال باتينسون، الذي رُزق بطفلة العام الماضي، إنّ تلك التجربة أعادت إليه نشاطه وحيويته.