إنطلقت هذا الاسبوع على مسرح مونو في بيروت، العروض الأولى لمسرحيّة “كذبة بالصّينيّة” من بطولة كلّ من: رودريغ سليمان، زينة مكّي وجويل منصور ووليد عرقجي، وسط حضور حاشد من الوجوه الإعلاميّة والفنّيّة والمجتمعيّة.
تعكس المسرحيّة الّتي تحمل توقيع الكاتب وليد عرقجي والمخرج زياد النّجّار، تجربة كوميديّة محبوكة تدور أحداثها حول موضوع حسّاس وشائع في مجتمعاتنا وهو “الخيانة”. لكنّ اللافت هو تناولها هذا الموضوع بأسلوب ساخر وذكيّ، يلامس الواقع دون أن يُفقده حسّ الطّرافة.
العنوان وحده يوحي بأنّ الكذب سيكون نجم العمل، وبالفعل تدور الأحداث في دوّامة من الأكاذيب البيضاء والأكاذيب السّوداء، وقد تميّز الأداء بالحيويّة والعفويّة، لا سيّما من الممثّل رودريغ سليمان الّذي أضفى روحًا مرحة خاصّة من خلال حركاته العفويّة مثل القفز عن الكنبة وتفاعله التّلقائيّ مع باقي الممثّلين.
سجّلت المسرحيّة أولى تجارب الممثّلة زينة مكّي بأدائها المسرحيّ، إذ أظهرت تمكّنًا واضحًا على الخشبة، وأداءً عفويًّا وحيويًّا لاقى تصفيقًا وتشجيعًا كبيرَين من الجمهور. وبدا واضحًا أنّ زينة تتمتّع بحضورٍ مسرحيٍّ لافتٍ. تميّز أداؤها أيضًا بانسجام كبير مع الممثّل رودريغ سليمان، إذ بدا التّفاعل بينهما طبيعيًّا وسلسًا لدرجة دفعت ببعض الحضور إلى القول: “للحظة، صدّقنا أنّ العلاقة بينهما حقيقيّة، ليست مجرّد تمثيل”.
مثّل كلّ من جويل منصور ووليد عرقجي دور حبيبَين بانسجام واضح وأداء متناغم، فشكّلا معًا ثنائيًّا متماسكًا أضفى على العرض نفحة إضافيّة من الإقناع والواقعيّة.