50 عاماً على رحيل “كوكب الشرق”

WhatsApp Image 2025-03-06 at 13.31.24_6cc9eb41

تعتبر وزارة الثقافة المصرية أنّ العام الحالي 2025 هو عام أم كلثوم بمناسبة مرور 50 سنة على رحيل السيدة التي قالوا عنها، حقيقة أو مجازاً، إنها الوحيدة التي استطاعت جمع العرب على شيء واحد عندما كانت الأسر والأصدقاء والأقارب يلتفون حول أجهزة الراديو من المحيط إلى الخليج وهي تقدم أغانيها في الخميس الأول من كل شهر.

عاشت أم كلثوم 76 عاماً، وبدأت حياتها الفنية في عمر الثالثة عشرة منشدة للتواشيح الدينية وساعدها حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة على تكوين دراية كبيرة باللغة العربية وقدرة واضحة على نطق الكلمات وإخراج الحروف بصوت رقراق كالذهب بعد أن يمر بمرحلة الصهر ويتخلص من شوائب النحاس.

عاصرت “الست”، التي لقبت أيضاً “بقيثارة الشرق” و”شمس الأصيل” و”كوكب الشرق”، الكثير من التقلبات السياسية في مصر والمنطقة بما في ذلك الانتقال من الملكية إلى الجمهورية والحروب العربية مع إسرائيل. على الرغم من ذلك لا توجد دراسات بارزة تركز على أم كلثوم كحالة من حالات العلاقة “المستمرة والمتغيرة في شكلها وأهدافها من حين لآخر” بين الفن والسياسة.

يقول النقاد ومؤرّخو الفن إنّ أم كلثوم، بعد أكثر من 100 عام من ظهور أغانيها الأولى وبعد 50 عاماً من رحيلها، لا تزال تتربع على عرش الأغنية الشرقية.

قدمت أم كلثوم أغانيها باللغة العربية الفصحى وبالعامية المصرية وللشعراء العرب القدامى والمعاصرين وقدمت الأغنية الدينية والوطنية والعاطفية وأغاني المناسبات.

كذلك كان لعقلية أم كلثوم دور في صناعة أسطورتها الباقية حتى الآن، فيرى ميشيل مدحت (27 عاماَ) الذي كان أيضاً يجلس في نفس المقهى أنها “كانت بتختار الكلمات إللي بتغنيها ودي أكتر حاجة بتميّز أم كلثوم، ما كانتش بتغني أي حاجة وخلاص”.

ومن أشهر أغانيها في مسيرتها الطويلة “نهج البردة” و”سلوا قلبي” و”الأطلال” و”أنت عمري” و”قصة الأمس” و”ألف ليلة وليلة” و”الرضا والنور” و”حق بلادك” و”نشيد الجلاء” و”أغدا ألقاك” و”هذه ليلتي” و”من أجل عينيك” و”الحب كله” و”ثورة الشك”.

ومثلما غنّت للشعراء القدامى وشعراء العصر الحديث، شدت أيضاً بألحان زكريا أحمد وأبو العلا محمد ومحمد القصبجي ورياض السنباطي ومحمد عبدالوهاب ومحمد الموجي وبليغ حمدي وسيد مكاوي وكمال الطويل.

كانت أم كلثوم حالة فريدة صنعتها نشأتها وتربيتها الأولى وموهبتها الفذة والتزامها الشديد وتضافرت مع كل ذلك عوامل وظروف سياسية ومجتمعية ربطتها بالوجدان العربي كله وهو ما ضمن لها الاستمرار وجعلها حالة تستعصي بشدة على النسيان.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: