في خطوة وصفها بـ”النصر الكبير لأميركا”، وقّع الرئيس الأميركي دونالد ترامب على نسخة موسّعة من قانونه الضريبي، ما يشكّل تحولاً استراتيجيًا في التوجهات الاقتصادية، ويعيد رسم ملامح الخريطة الضريبية في الولايات المتحدة.
يحمل القانون طابعًا شعبويًا ماليًا، ويعيد توجيه الحوافز الضريبية نحو قطاعات محددة، أبرزها الصناعات الثقيلة، وشركات الطاقة التقليدية، والمؤسسات المرتبطة بالمجال الدفاعي. في المقابل، يُعتبر قطاع الطاقة المتجددة أبرز الخاسرين، بعد إلغاء الامتيازات الضريبية التي كانت تُعدّ شريان حياة لهذا القطاع.
الصناعات الدفاعية وتكنولوجيا الفضاء نالت دفعة قوية بفعل التوسع في الإنفاق العسكري والمزايا الضريبية الجديدة، ما يعكس انحيازًا واضحًا نحو الاقتصاد التقليدي، ولو على حساب مسارات التحول البيئي والتقني.
وكان مجلس النواب قد أقرّ مشروع القانون بأغلبية ضئيلة (218 صوتًا مقابل 214)، قبل يوم من الموعد النهائي الذي حدده ترامب لنفسه في الرابع من يوليو.
فائزون وخاسرون
بحسب تقرير لوكالة “بلومبرغ”، فإن المستثمرين والأثرياء الأميركيين من أبرز المستفيدين من القانون، في حين تضم قائمة المتضررين الجامعات المرموقة والمهاجرين.
أبرز الفائزين:
- المليارديرات: حصلوا على تخفيضات ضريبية كبيرة وإعفاءات أكبر على التركات.
- مواطني الولايات عالية الضرائب: استفادوا من رفع سقف خصم الضرائب المحلية مؤقتًا.
- مالكو الشركات الصغيرة: نالوا خصمًا دائمًا يصل إلى 20% من دخل الأنشطة المؤهلة.
- شركات الملكية الخاصة: حافظت على امتيازات العوائد المؤجلة وزادت مزايا فوائد القروض.
- وكالات السيارات المحلية: استفادت من خصم ضريبي على فوائد قروض السيارات.
- المصنعون: حصلوا على امتيازات تشمل الإهلاك المعجّل وتخفيضات في البحث والتطوير.
- منتجو الوقود الأحفوري: نالوا تخفيضات ضريبية وتوسعًا في فرص التنقيب.
- كبار السن والعاملون بالإكراميات: استفادوا من إعفاءات ضريبية مؤقتة إضافية.
- الآباء: حصلوا على زيادة في التخفيض الضريبي على الأطفال، وآلية ادخار جديدة تُعرف بـ”حساب ترامب” لتغطية التعليم أو الرعاية الصحية للمولودين الجدد.
- شركات المساهمة: نجت من زيادات ضريبية كانت مقترحة على إعادة شراء الأسهم.
- المقاولون العسكريون وصناعات الفضاء: استفادوا من زيادات في التمويل لمشروعات الأسلحة، والقمر، والمريخ، ومحطة الفضاء الدولية.
بالمقابل، تبقى آثار القانون محل جدل واسع، مع تساؤلات حول مستقبله وتأثيراته على الفئات الأقل حظًا ومسارات التحول نحو اقتصاد أكثر استدامة.