أكّد عضو جمعية المصارف الدكتور تنال الصباح أنّ لا مهرب من صندوق النقد الدولي (IMF)، مشيرًا إلى أنّ الدول العربية باتت على دراية تامة بواقع لبنان السياسي والمالي، وهي تُدرك جيدًا "تنصيباتنا"، على حدّ تعبيره.
وقال الصباح في مقابلة تلفزيونية: "كلّ الرؤساء اللبنانيين الذين توجّهوا إلى الدول العربية، سمعوا جوابًا واحدًا: اذهبوا واحصلوا على توقيع من الـIMF، لأن هذه الدول تعرف أنّها ليست معنية بمتابعة تفاصيلنا، بل هناك جهة مختصة تُدعى IMF، وهي المسؤولة عن مراقبة الحسابات والطلعات والنزلات".
وتابع:"حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة قال إنّ صندوق النقد يتعامل مع الدولة في ما يتعلق بالدين السيادي، وميزان المدفوعات وما شابه، ولكن هذا الدين هو دين تجاري وعلينا جميعاً أن نُعيد الودائع للناس".
في سياق متّصل، لفت إلى أنّ المسؤولية مشتركة، حيث تقع على عاتق مصرف لبنان وجمعية المصارف كذلك، وأنّ "الأمر ليس بهذه السهولة"، مؤكّداً أننا نحن والمصارف مجبرون على إعادة الودائع للناس، وسنبدأ بإعادة أول 100 ألف دولار، ومن ثم كل مئات الآلاف خلال فترة زمنية قصيرة، يليها مبالغ تصل إلى حدود نصف مليون وربما مليون، ثم يُبحث الموضوع لاحقًا".
وعند سؤاله عن قيمة أول 100 ألف دولار وما تمثّله من حجم مالي، أجاب: "تشكل ما بين 15 و17 مليار دولار".
وأما عن مصدر هذه الأموال، فشرح: "المصارف تمتلك موجودات بالدولار الفريش، إضافة إلى ما تبقى من سندات اليوروبوند، وفروع لها في الخارج، وأملاك داخلية، وقد تصل مجتمعة إلى نحو 15 مليار دولار، ولكن ليست كلها (liquid)"، مضيفاً: "هناك حوالي 2.5 مليار دولار فريش موجودة لدى المصارف ولكنها ليست ملكاً للمودعين، وهناك 2.5 مليار أخرى قد تأتي من اليوروبوند في حال تم التفاوض على نسبة 25%، أي ما مجموعه 5 مليارات حتى الآن".
ولدى سؤاله عن موعد تمكّن الناس من الحصول على أول 100 ألف دولار، قال الصباح: "هون الحكي الفعلي" وتحدّث عن انفصام في القطاع المصرفي، إذ قال: "هناك نحو 30% من المصارف خلقت نوع من الإنفصال وقالت: دعونا نعيد أول 100 ألف وتركونا نشتغل. وهناك أيضاً 30% آخرون قادرون على تأمين المبلغ خلال سنتين أو ثلاث. وبالتالي، الفريقين صارو بمثلو 60% من القطاع ".
الصباح اعتبر أنّ "العترة على الـ40% المتبقّين"، مشيراً: "هؤلاء الـ60% اللي مفكرين حالهم أبو علي وليس لأنهم أبو علي، بل لأن رياض سلامة أعطاهم 7 مليار دولار في أول العام 2020 من الـ 35 مليار التي تقول عنها الناس دعم"، مؤكّداً انها ليست دعماً ومذكّراً بحديث وزير المالية السابق الذي قال بنفسه إن سلامة أعطى المصارف 7 مليار دولار. وأكمل الصباح متسائلاً: "ليش؟ قال لأن لتسديد مطلوبات."
ضمن هذا الإطار أضاف: "عال نحن مبسوطين لأنهم قادرون على إعادة المائة الف، أما هؤلاء الذين لم يأخذوا أموالهم والتي تقدّر بحوالي 3 مليار يعطيهم الحاكم الجديد حصّتهم "اللي هيي إلن" وهكذا تتأمّن أول 100 ألف عند الجميع، حتى لو لم نصل إلى تغطية 100% ولكن يمكن تأمينها لـ90% من القطاع على الأقل".
وختم متسائلاً: "ليش حاكم مصرف لبنان بدو يدفع نص المبلغ عنا وعن اللي أساساً معهم. فلتكن هناك عدالة في هذا البلد ولو لمرة واحدة، من دون أن يكون هناك ابن ست وابن جارية، فليعطِ هذه الثلاث مليارات وكل واحد يقلّع شوكه بيده".