هو لا يجاهر بانتمائه السياسي لخط الثنائي الشيعي، حركة أمل- حزب الله علناً، لكن أعماله تتولّى عنه المهمة وبكل وضوح ومن دون أي التباس، فالمحامي العام الإستئنافي في بيروت القاضي زاهر حمادة الذي قرّر عدم تخلية سبيل الناشط ويليام نون شقيق شهيد فوج الإطفاء دجو نون اليوم على خلفية الإشكالات التي حصلت أمام قصر العدل في بيروت وما تلاها من تصريحات، هو نفسه مَن يحتجز في لبنان منذ سنوات، من دون الغوص في التفاصيل، هنيبعل القذافي إبن الرئيس الليبي الراحل معمّر القذافي بتهمة إخفاء معلومات في قضية الإمام المغيّب موسى الصدر، وهو القاضي نفسه الذي أطلق سراح أربعة عناصر من حزب الله وسرايا المقاومة قاموا قبل مدة بخطف الضابط السوري المنشقّ عن نظام الأسد مع ثلاثة سوريين آخرين، أو بمعنى آخر قام بتغطية عملية الخطف هذه، ليتبّين لاحقاً أن الملف القضائي المتعلق بهذه القضية " طار" بأوراقه الرسمية من قصر العدل في زحلة.
مع القاضي زاهر حمادة، لا أمل بأن يزهر القضاء عدالة وإحقاقاً للحق، فما يقوم به حمادة في قضية الناشط ويليام نون، وربما في قضايا أخرى لا نعلمها، هو بكل بساطة رسالة مسيئة للقضاء اللبناني من أعلى الهرم القضائي الى آخر جارور للملفات المحفوظة في عتمة أقبية العدلية ورطوبتها.
