بينما يتذرّع رئيس بلدية زحلة والمرشح لولاية جديدة اسعد زغيب بأن البلدية تعاني من أزمات مالية خانقة، تكشف وثائق رسمية نقدمها لكم بالارقام والصور عن سلسلة من العقود المثيرة للجدل، وقعها زغيب وتُظهر صرف المال العام بشكل مثير للشكّ.
في المادة الثانية من مقرّرين صادرين عن المجلس البلدي عام 2016، تمّت الموافقة على تغطية نفقات عقدَي مصالحة مع مؤسستين: الأولى، “مؤسسة سمعان القاعي”، لقاء جمع ونقل النفايات، والثانية، “مؤسسة نادو للتجارة”، لصاحبتها ناديا زغيب، لقاء تنظيف الشوارع والممرات والطرقات ضمن نطاق بلدية زحلة – معلقة وتعنايل.
المضحك المبكي أن ناديا زغيب ليست سوى زوجة سمعان القاعي. أي أن أسعد أبرم عقدين منفصلين، أحدهما لجمع النفايات والثاني لتنظيف الطرق، مع زوجين، فيما يبدو أنه توزيع ممنهج للمال العام على أفراد من نفس العائلة، فيما لا يمكن وصفه إلا بالمحسوبية الصارخة.
إليكم الأرقام التي تثير الريبة:
• مبلغ العقد مع ناديا زغيب: 87,468,000 ل.ل. (أي حوالي 58 ألف دولار حسب سعر الصرف الرسمي وقتها)، مقابل خدمات تنظيف تمتد على فترة 3 أشهر فقط !!
• مبلغ العقد مع سمعان القاعي: 240,905,000 ل.ل. (حوالي 160 ألف دولار)، مقابل جمع ونقل النفايات لثلاثة أشهر !!!
• مجموع المبلغين: 328,373,000 ل.ل.، أي أكثر من 218 ألف دولار في فترة لا تتجاوز 90 يومًا !!!!
• وباحتساب هذه الكلفة على مدار عام، يصل الإنفاق إلى ما يقارب 880 ألف دولار سنويًا.
الأرقام صادمة، خيالية، هائلة ولا يمكن وصفها إلا بأنها هدر للمال العام، وإنفاق عشوائي قد يرقى إلى ما هو أبعد من ذلك… إلى شبهة سرقة موصوفة.
للغوص أكثر في هذا الملف لا بد من سؤال مشروع: اين عائدات بيع النفايات. خلال السنوات التسع التي أمضاها أسعد زغيب في رئاسة بلدية زحلة، لم يتم الإعلان عن أي إيرادات ناجمة عن بيع فرز النفايات من مواد قابلة لإعادة التدوير مثل الحديد والبلاستيك والكرتون، رغم أنّ هذه العائدات تُقدّر بملايين الدولارات، وكان من الممكن أن تشكّل مصدر دخل مهم للبلدية.
ما يثير القلق هو غياب أي تقارير مالية مفصّلة أو دفاتر محاسبية منشورة علنًا توضّح أسس التلزيم، آليات الرقابة، أو حتى نتائج التنفيذ الفعلي للعقود. لا أحد يعلم من راقب الأعمال، من استلمها، وما إن كانت قد نُفّذت بكاملها أو جزئيًا.
هل ستبقى بلدية زحلة مغلقة كـ”مغارة علي بابا”؟ أم أن ساعة المحاسبة اقتربت؟
الذي بات معلومًا هو ان النفايات ستُفرز ايضًا في ١٨ ايّار ولكن هذه المرّة علنًا.

