كتبت كارلا نجار:
منذ بدء حرب أيلول 2024 يظهر مشهدٌ متوقع، مشهد مغادرة اللاجئين السوريين المناطق التي تم استهدافها أو حتى المهددة، فمع تصاعد التوترات في لبنان شهدنا حركة نزوح كبيرة نحو سوريا.
وفي الفترة بين 27 و29 أيلول، عبَر نحو 100,000 شخص الحدود، أغلبيتهم من الجنسية السورية، أما لغاية 22 تشرين الأول وبحسب وزارة الداخلية والبلديات تخطى عدد اللاجئين الذين غادروا لبنان عبر المعابر البرية، 343 الف شخص، هذا من دون أن نتحدث عن اللاجئين الذين يغادرون عبر المعابر غير الشرعية خوفاً من توقيفهم بسبب أوراقهم غير القانونية أو بسبب مخالفات ارتكبوها، ليتخطى عدد اللاجئين السوريين الذين عادوا إلى بلادهم النصف مليون بأقل من شهر.
هذا الواقع ان دلّ على شيء، فهو يدلّ على أن سوريا بلد آمن والعودة إليه غير مرتبطة بالوضع الأمني، ولبنان لم يكن سوى بلد بديل يتأمن فيه للاجئين المسكن، المأكل والمدخول.. ومع بدء الحديث عن حرب آتية كانت سوريا بلدهم الأم وجهتهم الاكثر أماناً.
لذلك، من الضروري لفت النظر نحو اللاجئين السوريين الذين لا يزالون في لبنان، فمع الاحترام الكامل لقضيتهم أو حتى لظروف المعيشة في بلدهم، فلبنان ليس في حال أفضل بكثير من سوريا بل على العكس، ولكنّ اللبنانيين اليوم بحاجة لمساعدات عينية لكي يعيلوا أهلهم النازحين.
وبحسب الأرقام التي حصل عليها “LebTalks”، فأكثر من 60% من النازحين الذين يفترشون الطرقات وخاصة في وسط العاصمة هم من اللاجئين السوريين، فلسلامتهم يجب على كل المعنيين الدوليين والجمعيات التي لطالما حملت راية مصلحتهم، ان تساعدهم لتأمين عودة آمنة الى سوريا.