في ظل التوتر السياسي المتصاعد، بدأت الحياة اليومية في الضاحية الجنوبية لبيروت تشهد اضطرابات جديدة، لكن هذه المرة لا تأتي من الخارج، بل من أبناء المنطقة أنفسهم.
عدد من سكان الضاحية أعربوا لموقع LebTalks عن استيائهم مما وصفوه بالعراضات اليومية التي تقوم بها مجموعات موالية لحزب الله وحركة أمل، اعتراضاً على قرار مجلس الوزراء القاضي بحصر السلاح بيد الجيش اللبناني.
تقول فاطمة.ر، صاحبة مقهى في حي الجاموس: "نحن مش ضد أي موقف سياسي، لكن في شي اسمه احترام لناس عم تشتغل وتفتح بيوت. من وقت ما بلشت "عراضات الموتسيكلات" كل ليلة، الزبائن صاروا يخافوا يجو، وفي أيام منسكر بدري بدون ما نبيع شي".
أما علي.س، موظف في شركة خاصة، فيرى أن ما يحصل يؤثر على صورة الضاحية كلها, ويقول: "نحنا تعبنا نحسّن صورتنا ونثبت إنو منطقتنا فيها حياة، فيها ناس عم تشتغل وتتعب. مش كل شوي شباب يسكّروا الطرقات ويصرخوا بالسلاح، وبعدين نحنا نتحمل النتايج".
ويضيف: "اللي عم بيصير ما عاد يُفهم كاعتراض، صار استعراض قوة بوجه أهل المنطقة قبل الدولة".
الأهالي يؤكدون أنهم لا يعارضون حرية التعبير، لكنهم يشددون على أن ما يجري تخطّى حدود التعبير السلمي وبات يُهدد مصالحهم وأمنهم الشخصي، في وقتٍ تُرك فيه المواطن وحده في مواجهة الفوضى.
بالتالي، تُطرح اليوم أسئلة مشروعة في شوارع الضاحية، من يحمي من؟ ومن يدافع عن حق الناس بحياة طبيعية، بعيداً عن فوضى السلاح، ولو كان هذا السلاح في أيدي من يُفترض أنهم "أبناء المنطقة"؟