في مشهد يختصر الجرأة والولاء، كانت عناصر الدفاع المدني أول من لبّى نداء الواجب خلال حريق مرفأ بيروت، وآخر من غادر موقع الكارثة بعد الحريق. عملوا بلا كلل وسط الدمار الهائل، متسلّحين بالعزيمة وحدها، يواجهون الخطر والموت في كل خطوة.
وسط الركام والدخان، لم تكن مهمّتهم مجرد إنقاذ، بل كانت معركة مع الزمن، والحزن، والعجز. وبينما انتشلوا الأحياء وحملوا الضحايا، كانوا يودّعون بصمتٍ رفاقاً لهم سقطوا شهداء في قلب الانفجار، رجالاً من بينهم طالتهم ألسنة النار وسقوف الحديد المنهارة.
برغم قلة الإمكانيات وهول المشهد، سطّر هؤلاء الأبطال صفحات خالدة في ذاكرة بيروت، وأثبتوا أن من يختار طريق الإنقاذ، يختار أيضاً أن يكون وجهاً نقيّاً للإنسانية.