أين أصبح “طوفان الأقصى”؟

IMG_2024-08-25-102146

كتب جورج أبو صعب:

قولُ حركة حماس على لسان أسامة حمدان منذ أيام إن المفاوضات مع إسرائيل تهدف إلى إعادة الوضع على ما كان عليه قبل ٧ تشرين الأول ٢٠٢٣ يحملنا على السؤال حول ما إذا كان الوضع كذلك، فلماذا قامت حماس بعملية طوفان الأقصى؟ ثم أليسَ في هذا الكلام إقرارٌ ضمني بالفشل؟ “يكاد المريبُ أن يقول خذوني”، وهو المثل الذي يُضرب  لمرتكب الخطأ الذي أوشكَ من كثرة شكّه بنفسه، ومن كثرة خوفه من أن يفتضح أمره، أن يعترف على نفسه من كثرة نظرات الاتهام.

نظام الملالي والثأر الإنتقائي

من المستغرب فعلاً موافقة حماس المتأخرة، بقيادة يحيى السنوار، على خطة الرئيس الأميركي جو بايدن لوقف إطلاق النار في غزّة بعدما كان بامكانها الموافقة عليها فور صدورها منذ مدة، فهل من المصادفة أنه عندما حان امتحان ردّ إيران وافقت حماس على وقف إطلاق النار متخلّية عن كل مطلبٍ آخر، ما أوجدَ لإيران العذر لعدم الردّ، وبذلك يكون مَن طلب الموافقة على وقف إطلاق النار هي إيران أو نظام الملالي كوسيلة هروب لإخراجها من موقع الحرَج الذي وضعت نفسها فيه بتعليتها سقف التهديد بالانتقام فجاءها المخرج،

فالجمهورية الإسلامية في إيران تنتفضُ وتريدُ الثأر لاغتيال إسماعيل هنية على أرضها، فيما لم نرها تنتفض مع فيلق القدس بهدف الثأر لاغتيال أطفال غزّة طوال ١٠ أشهرٍ الى الآن، كما من المحيّر أن نراها  ترسلُ صواريخ ومُسيّراتٍ ولو فولكلورية الى إسرائيل في نيسان، لا للثأر لغزّة بل انتقاماً للهجوم على قنصليتها في دمشق، فأين تكون غيرة نظام الملالي في الزود عن القدس والأقصى؟ ثمّ ما يحيرني أكثر هو أن إيران التي تدّعي المواجهة والحرب مع إسرائيل لم تخض طوال ٤٥ عاماً سوى حربٍ واحدة كانت ضد دولة العراق العربي، لأنه وقفَ سدّاً منيعاً أمامها. 

إن ما يحصلُ الآن من مفاوضاتٍ لوقف إطلاق النار في غزّة وتبادل الرهائن والمحتجزين لدليلٌ واضحٌ على “طبخة البحص” وفشل عملية طوفان الأقصى، بحيث لم يتحرّر  شبرٌ واحدٌ من الأقصى ومن القدس، بل إن كل اهتمامات حماس باتت مركّزَة على الاستحصال على وقف لإطلاق النار وتبادل رهائن وأسرى .

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: