حزب الله، الذي يزعم تركيزه على المقاومة، يهيمن على معظم مفاصل الدولة اللبنانية، لكنّه يتجاهل الدولة و مؤسّساتها، و يعمل بدلاً من ذلك على تعزيز مؤسّساته الخاصّة على حساب الدولة المركزية. الحزب لا يبادر إلى تطوير مشاريع وطنية أو المساهمة في تشريعات تفيد لبنان، بل يُركّز جهوده على تغذية دولته الخاصّة من موارد الدولة.
حزب الله يحتفظ بسلاحه الذي يعتبره ضرورة لردع إسرائيل، و يحاول تصويره كحاجة وطنيّة. إلّا أنّ المعارك الأخيرة أظهرت أنّ قراراته إيرانية بشكل كامل و خدمةً لمصالحها حصراً، و أنّ هذه الأسلحة لم تؤثّر بشكل فعّال على الأجندة الإسرائيلية. تواصل إسرائيل عمليّاتها الممنهجة لتدمير قرى الجنوب اللبناني و تقتل المدنيّين، دون أن يستطيع الحزب ردع هذه الأعمال بشكل فعّال، ممّا يثير تساؤلات حول جدوى استمرار الاحتفاظ بسلاحه إذا كان غير قادر على تحقيق الردع المطلوب.
يقوم الحزب بتعزيز مؤسّساته الخاصّة في المجالات التربوية، الاجتماعية، الاقتصادية، و السياسية، بطريقة تسمح لها بأخذ دور مؤسّسات الدولة التقليدية في مناطق نفوذه. هذا النهج التقسيمي و الكارثي على الوحدة يثير قلقاً بشأن تآكل البنية الوطنية و له أثر سلبي على وحدة لبنان و يهدّد النظام السياسي.
حزب الله يُثير جدلاً متزايداً بسبب تمسّكه بسلاح غير شرعي و مؤسّسات خاصّة يُهدّد بشكل واضح الأمن و الاستقرار اللبناني. نهج الحزب يفاقم الأزمات التي يعاني منها البلد و شعبه. السياسات و الممارسات التي يتّبعها تخدم مصالحه الخاصّة و تعزّز سلطته و نفوذه، بدلاً من دعم التنمية الوطنية أو تحسين حياة اللبنانيين. هذا النهج يحتّم على المجتمع اللبناني التساؤل عن القيمة الوطنية الحقيقة للحزب و جدوى استمرار هذا الوضع، و مدى إمكانيّة تحقيق الأمان و التقدّم في ظلّ سياسات تعمّق من التحدّيات بدلاً من حلّها.