إبراهيم كنعان.. استقال من "التيار" وبقي "الوطني الحر"

watane el horr

عندما أعلن النائب إبراهيم كنعان استقالته من "التيار الوطني الحر"، اعتقد البعض أن هذه الخطوة ستضعف موقعه السياسي، خصوصاً أنه يُعد من أبرز وجوه التيار ومن مؤسسيه الفاعلين داخل وخارج البرلمان اللبناني.

لكن ما جرى على الأرض أثبت العكس تماماً: كنعان لم يخسر مكانته، بل تعزز حضوره، وازدادت شعبيته في قضاء المتن الشمالي لا بل في العديد من المناطق، وللأمانة في انتخابات 2022، نجح كنعان بجهود ماكينته الخاصة وليس ماكينة التيار، لأن الأخيرة صبت جهودها لإنجاح النائب إدي معلوف.

مصادر متنيةّ أكدت لموقعنا أنه منذ سنوات طويلة، عُرف إبراهيم كنعان بأنه ليس مجرّد نائب عادي في المتن، بل مرجعية سياسية وتشريعية وخدماتية.

في مجلس النواب، لمع اسمه من خلال رئاسته للجنة المال والموازنة، ومتابعته الدقيقة للملفات المالية وبالأخص الرقابية، ما جعله يحظى باحترام خصومه قبل مؤيّديه.

وعندما استقال من التيار، لم يفعل ذلك بدافع شخصي أو طموح فردي، بل نتيجة قناعة بأن التيار لم يعد يستجيب لمتطلبات المرحلة، ولا لصوت الإصلاح الذي كان يمثّله.

وتابعت المصادر: "أحد أبرز الأدلة على أن كنعان لم يتأثر سلباً باستقالته، بل خرج منها أقوى، هو ما حصل في الانتخابات البلدية الأخيرة، ففي أكثر من بلدة في قضاء المتن، فاز المرشحون المدعومون منه بنتائج ملفتة، متفوّقين على مرشحين من التيار نفسه.

هذا يؤكد أن شعبيته لا ترتبط بانتمائه الحزبي، بل بشخصه وأدائه، وأن الناس في المتن تثق به لأنه حاضر، يتابع شؤونهم، ويسعى جدياً إلى تحسين الواقع.

اليوم، وبعد خروجه من الإطار الحزبي الضيق، بات إبراهيم كنعان يتمتع بمرونة سياسية أوسع.

أصبح قادراً على مدّ الجسور مع مختلف الأطراف السياسية، من دون أن يُحسب على محور معين، وهذا ما جعله صوتاً وسطياً ووازناً، يُحسَب له حساب في أي استحقاق".

ولعلّ الأهم أنه بات يمثل فئة كبيرة من الناس الذين فقدوا ثقتهم بالأحزاب، لكنهم لا يزالون يبحثون عن شخصيات جادة وفاعلة في الشأن العام.

وختمت: "إبراهيم كنعان اليوم، ليس فقط نائباً مستقلاً، بل زعيم محلي في المتن الشمالي، يمتلك حيثية سياسية وشعبية لا يمكن إنكارها.

استقالته من التيار لم تكن نهاية مسيرته السياسية، بل بداية مرحلة جديدة، أثبت خلالها أنه قادر على الاستمرار والتفوّق خارج الأطر التقليدية.

لقد استقال من التيار... لكنه لم يستقل من دوره الوطني، وبقي "الوطني الحر".

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: