وسط ضغوطٍ متزايدة أميركية وغربية على إسرائيل من أجل التوصّل الى اتفاقٍ مع حماس وإنهاء حال الحرب الشرسة القائمة بين الطرفين منذ السابع من تشرين الأول الفائت، تتقاطعُ المعلومات حول زيارة مرتقَبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الى واشنطن في 24 تموز المقبل، وذلك تلبيةً لدعوة مجلسي الشيوخ والنواب الأميركيَين لإلقاء خطابٍ أمام المشرّعين يتمحور حول تضامن الولايات المتحدة مع إسرائيل في حربها ضد الإرهاب، بحسب توصيف مضمون الدعوة.
هذه الزيارة التي سبقَ أن أُرجئت أكثر من مرة وسط تزايد التوتر بين نتنياهو والرئيس الأميركي جو بادين المنشغل بارتدادات حملته الانتخابية الرئاسية، خطفت من وهجها الإعلامي الزيارة التي بدأها أمس وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الى العاصمة الأميركية والتي تستمر حتى الثلثاء المقبل، يلتقي خلالها كبار مسؤولي السياسية الخارجية والدفاع الأميركيين “لأن علاقتنا مع الولايات المتحدة أصبحت أكثر أهمية من أي وقت مضى”، وفق ما قاله غالانت قبل مغادرته تل أبيب، مضيفاً :”سنبحثُ معاً مآل الحرب والأوضاع في قطاع غزة في مرحلة ما بعد الحرب”.
حرفية كلام وزير الدفاع الإسرائيلي تؤشر الى أن “معزوفة” ربط تهدئة الوضع في جنوب لبنان بإنتهاء الحرب في غزة يعني أن المنطقة تتحضّرُ لتلقّي معطيات سياسية جديدة ستؤدي حتماً الى إنهاء دور الميليشيات والأذرع العسكرية، ومنها تحديداً حزب الله، الذي عند استشعاره بتهديد مصيره يصبح أخطر وأكثر رعونةً من الحالات العادية، وبالتالي فهو يتجه راهناً نحو سياسة الإلهاء في حرب غزة، يقيناً منه أن دوره المحوري في المنطقة بدأ بالتلاشي شيئاً فشيئاً.
زيارة نتنياهو المقبلة ستضعُ حدّاً للتوتر القائم بينه وبين الرئيس الأميركي “الغائص حتى أٌذنيه” في مستنقع الانتخابات الرئاسية المقبلة، ما يعني عدم قدرته على الغوص في مستنقعات مصيرية أخرى وإدراكه أهمية وضع حدٍّ للسقوف العالية بين الأطراف المعنيين ضمن “الحدود المضبوطة”، وإن تشرين الثاني لناظره قريب…