من الواضح أن ما قبل انتخاب الرئيس جوزاف عون ليس كما بعده، ومن الواضح أيضاً ان ما قبل زيارته للسعودية ليس كما بعدها، ويبدو أن الإنقسام بين الدولة والدويلة أصبح جلياً لكل من ينظر الى الساحة السياسية اللبنانية خصوصاً بعد الحرب الإسرائيلية.
في هذا السياق، يشير عضو تكتل الجمهورية القوية النائب سعيد الأسمر الى ان الدول العربية والأجنبية تشترط دعم لبنان بالإصلاحات التي يجب ان تنفذها الحكومة العتيدة.
وفي حديثه لموقع “LebTalks”، يؤكد أن إعادة الإعمار في لبنان يؤتبط بقيام دولة فعلية تبسط كامل سلطتها على الأراضي اللبنانية، وتتحكم بقرار الحرب والسلم في يدها، مشيراً الى أن حزب الله يصوّر بأن رأسه وسلاحه مقابل إعادة الإعمار وهذا أمر غير صحيح، ويتابع: “من اليوم الأول قلنا لحزب الله ولا نزال، عد الى لبنانيتك لنبني الدولة معاً، دولة حقيقية سيدة مستقلة، ولكن للأسف يلجأ الحزب من جديد الى مناوراته المعروفة، محاولاً الالتفاف على القرارات الدولية”.
الأسمر أكد الحزب يحاول الالتفاف على قرار وقف إطلاق النار ليعيد بناء ترسانته العسكرية والتحكم من جديد بمفاصل الدولة، لكن الواقع اليوم مختلف تماماً عن العام 2006، فهذا الأمر غير وارد ولا يمكن العودة بالزمن الى الوراء، والجميع يعلم بمن فيهم حزب الله، ألا استقرار من دون فيام دولة فعلية وبسط سلطتها على كامل الأراضي اللبنانية.
من هنا، يعتبر الأسمر أن ما شهدناه في خطاب قسم رئيس الجمهورية جوزاف عون، يؤكد المؤكد، كما وأن تصريحاته المتتالية عن الأمن في البلاد خير دليل على أنه لن يسمح لأحد المسّ به، مشيراً الى أن المنطقة بما فيها لبنان ودول العالم متجهة نحو تغيير فعلي بعيد عن الصراعات والحروب التي باتت تنهك الدول، ومن هنا نرى الضغط الأميركي الذي يمارسه الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإيقاف الحرب في أوكرانيا.
ورداً على سؤال حول أي خلل أمني في البلاد، أوضح الأسمر أن الحزب لا يزال يمتلك السلاح ونتمنى ألا يلجأ الى أساليبه الأمنية لأن هناك قرارات صارمة بوضع أمن البلد فوق كل اعتبار.
ويختم الأسمر حديثه بالقول: “لا حلول أمام الحزب سوى تسليم سلاحه والاقتناع، هو وبيئته، أن الدولة هي الملاذ الوحيد لنا جميعاً ولا يفكرنّ أحد بأن يعود ويأخذ البلاد رهينة قراراته الخاطئة، عليه أن يعي أن إيران بحاجة الى ترتيب اتفاقها النووي ولن يسمح لها المجتمع الدولي ببقاء أذرعها في المنطقة، لذا على المسؤولين في الحزب أن يعوا خطورة هذه المسألة فلا أحد أكبر من الدولة”.
وتصريحاته الى تركّز على الأمن وفرض الأمن في البلاد، ولن يسمح لأحد العبث به
