إنحدار الخطاب السياسي.. "عدة شغل" خطاب الإنتخابات

Doc-P-949638-637875005213759254

مع دخول الساحة اللبنانية مدار الإنتخابات النيابية على إيقاع الإنقسام السياسي بين محورين، حول انتخاب المنتشرين للنواب الـ128، يمكن القول إن ما من صوت بات يعلو على صوت المعركة الإنتخابية، وحتى هدير الطائرات أو صدى التهديدات بالحرب الآتية التي يحذر منها الموفدون وينزلق إليها المعنيون ولو بشكل غير مباشر.

والأخطر على المستوى الداخلي ووسط قرع طبول الحرب، هو الخطاب السياسي المتفلت من أي ضوابط وقيود، والذي لا تحركه إلا المصالح الضيقة وفائض القوة والمغامرة بالمصلحة الوطنية لتحقيق انتصارات لا تعدو كونها وهمية وظرفية.

الخطاب السياسي قد يكون أكثر من شعبوي لدى القيادات والمرجعيات وحتى المرشحين وبعضهم يمكن تسميته "مرشح الغفلة" أو المتسلق على حبال الطائفية أو المستغل والمستثمر في وجع المواطن وأزماته.

فهل يقف السباق الإنتخابي وراء انحدار خطاب البعض أم أن الإنحدار بات نهجاً سياسياً ثابتاً على المنابر وفي المحطات الإنتخابية؟

لا يمكن الحديث عن انحدار الخطاب من دون المرور بأصحاب الخطاب أنفسهم، حيث لا يمكن الإغفال أنه خلال السنوات الماضية وخصوصاً في حقبة الوصاية السورية، انحدر التمثيل البرلماني وبدلاً من أن تكون في ساحة النجمة، قامات فكرية ثقافية اجتماعية لها اسمها في حقول شتى تتصل بالنضال الوطني والقانوني التشريعي والإنساني، بات البرلمان في زمن يتحكم بسياساته وتوجهاته، بعض من كانوا قطاع طرق إن لم يكن أكثر.

لا يعكس هذا الكلام أي اتهام، فتاريخ الحرب الاهلية اللبنانية لا يزال حاضراً وبقوة، وتتم الإستعانة به عند كل محطة واستحقاق بصرف النظر عن الأكلاف والتداعيات، بينما المواطن الذي آمن بالدولة والشرعية، سرعان ما وجد نفسه مغلوباً على أمره وعليه الخضوع اليوم لمن كانوا السبب في أزماته المتعددة والمتنوعة، ويقدمون له اليوم الوعود بالحلول بينما هم المشكلة.

لا بد من هذا المدخل للقول بأن الإنحدار سابق وهو موجود ولكنه يزداد قبحاً في زمن الإنتخابات، حيث يقول الإستشاري في ديمومة الإعلام داوود إبراهيم لـLebTalks إن "شد العصب هو من عدة التجييش والتحريض ضد الآخر او التخويف منه، وهو ورقة رابحة يمكن استغلالها دوماً في مجتمعات مهمشة فقيرة متعصبة".

ووفق إبراهيم، فقد تكون "الإنتخابات السبب الرئيسي للتحريض الرخيص والإسفاف، مع العلم أنه حتى لو لم تكن الحملات الانتخابية، فإن هناك من يعتبر أنه بتحريضه ضد الآخرين، يجد حظوةً عند اللاعبين الإقليميين والدوليين، الذين يهمهم بقاء الوضع في لبنان على حاله من التوتر في الداخل كما عند الحدود الجنوبية والشرقية الشمالية".

ويخلص إبراهيم إلى الإشارة إلى أشخاص من "مستويات وضيعة أتاحت لهم الحياة السياسية المشوهة في لبنان، الوصول إلى مناصب وتبوؤ مراكز حساسة وأصبح لهم صوتهم وإطلالاتهم نتيجة وجود منصات إخبارية هي أشبه بدكاكين المفرق حيث البيع والشراء بأرخص الاسعار، ما جعل من الرخص والإنحدار في الخطاب سمة المرحلة".

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: