كتب الكاتب والباحث عبد الفتاح خطاب:
يشير تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA) الصادر في أيلول 2025 إلى أن إيران تمتلك مخزوناً إجمالياً من اليورانيوم المخصب يبلغ 9874.9 كيلوغراماً.
يتكون المخزون بشكل أساسي من:
- يورانيوم مخصب إلى 5% (منخفض التخصيب، مخصص لإنتاج الطاقة): أكثر من 8000 كيلوغرام.
- يورانيوم مخصب إلى 20% (متوسط التخصيب، للأغراض البحثية): حوالي 1440 كيلوغراماً.
- يورانيوم مخصب إلى 60% (عالي التخصيب، قريب من درجة الأسلحة التي تتطلب تخصيباً بنسبة 90%): 440.9 كيلوغرام.
ويعبر التقرير عن قلق الوكالة الشديد، حيث يتجاوز هذا المخزون بكثير الحدود المسموح بها بموجب اتفاق الخطة الشاملة المشتركة (JCPOA) لعام 2015، الذي حدد سقفاً أقصى قدره 300 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 3.67% للأغراض السلمية فقط.
كما أن الوكالة لم تتمكن من التحقق الكامل من التغييرات في المخزون منذ حزيران 2025، بسبب انسحاب مفتشيها أثناء الضربات الإسرائيلية والأمريكية على المواقع النووية الإيرانية. ولأول مرة منذ 20 عاماً، وصفت الوكالة إيران بأنها "غير ملتزمة" بالتزاماتها النووية.
الإمكانيات العسكرية المحتملة لهذا المخزون
يُعد اليورانيوم المخصب وقوداً أساسياً للطاقة النووية، لكنه يُمكن تحويله إلى مواد عسكرية إذا تم تخصيبه إلى مستويات أعلى.
الكمية المتاحة من اليورانيوم المخصب إلى 60% تجعل إيران قادرة نظرياً على إنتاج أسلحة نووية بسرعة، حيث يمكن تحويلها إلى يورانيوم مخصب بنسبة 90% في غضون أسابيع قليلة باستخدام أجهزة الطرد المركزي المتقدمة.
وفقاً لتقديرات الوكالة، يُعتبر حوالي 42 كيلوغراماًمن اليورانيوم المخصب إلى 60% (بعد تخصيبه إلى 90%) كافياً لإنتاج قنبلة نووية واحدة، مع قوة انفجار تصل إلى 15-20 كيلوطن (مشابهة لقنبلة هيروشيما). بناءً على ذلك، يُمكن لكمية 440.9 كيلوغرام المتاحة إنتاج حوالي 10 قنابل نووية إذا تم تخصيبها بالكامل.
للعلم، يمكن لإيران إنتاج المادة الانشطارية اللازمة لقنبلة واحدة في أسابيع معدودة، لكن بناء سلاح نووي كامل (يشمل تصميماً انفجارياً وصاروخاً باليستياً) قد يستغرق أشهراً إلى عام كامل، وفقاً لآراء الخبراء.
تمتلك إيران نظرياً القدرة على إنتاج 10 قنابل نووية بقوة تدميرية إجمالية تصل إلى 200 كيلوطن (افتراضياً)، مقارنة بإسرائيل التي تمتلك 80 إلى 90 قنبلة نووية بقوة تدميرية إجمالية تتراوح بين 10 إلى 20 ميغاطن (تقديرياً). وبالتالي، ستكون إيران أضعف بكثير من إسرائيل في حالة مواجهة نووية، لكن مخزونها يكفي لتدمير مدن رئيسية وإشعال حرب إقليمية مدمرة.