إيليو.. ضحية مساومات الدولة

elio abou hanna

تساءلت أوساط متابعة عبر LebTalks عن سبب تردد الدولة اللبنانية في اتخاذ إجراءات حاسمة داخل مخيمات بيروت مثل شاتيلا وبرج البراجنة، على غرار ما يحدث في مناطق أخرى من البلاد، من الضاحية إلى بعلبك وبريتال. فالسؤال لا يقتصر على منطق إنفاذ القانون فحسب، بل يرتبط أيضاً بسيادة الدولة وحقّ المواطنين في الأمن والحياة الكريمة.

الحادث الأبرز الذي أعاد إشعال النقاش هو جريمة قتل الشاب إيليو أبو حنا، التي اعتبرتها الأوساط نتيجة مباشرة لتقاعس الدولة وعدم حسم القرار السياسي في مواجهة شبكات التهريب والإجرام المسلح. إن وجود مؤسساتي فعال داخل المخيمات الفلسطينية يحولها إلى ملاذات لتجار السلاح وكارتيلات المخدرات الفلسطينية ومنها التابعة لحزب الله، ويولّد حالة إفلات من العقاب تُترجم بجرائم متكررة تستهدف المدنيين.

وبحسب الأوساط نفسها، فإن المطلوب اليوم ليس خطاباً استنسابياً، بل حسم أمني واضح هو وحده الكفيل بإعادة الثقة بين المجتمع والدولة، والحد من البيئات الحاضنة للجريمة. في النهاية، إن استمرار الوضع على ما هو عليه يشكل خطراً متزايداً على استقرار العاصمة والمجتمع اللبناني ككل. مقتل إيليو أبو حنا يجب أن يكون ناقوس إنذار يدفع نحو قرار سيادي فعّال يكرس سلطة الدولة ويحمي المواطنين على كامل أراضيها.

جريمة القتل التي شهدها مخيم شاتيلا وسقط فيها الشاب إيليو أبو حنا، ليست محصورة بزمانها ومكانها، بل بأبعادها ودلالاتها التي تختصر أزمة لبنان التاريخية ووجع اللبنانيين. السلاح الفلسطيني غير الشرعي داخل المخيمات قتل الشاب إيليو الذي لم يرتكب أي خطأ، خلافاً لكل ما يتردد عن دخوله بالخطأ مخيم شاتيلا. إيليو يتنقل في وطنه وعلى أرض لبنانية وفي ضاحية من إحدى ضواحي العاصمة، إلا أن غياب الحزم والقرار الحاسم بالحفاظ على الأمن وحصر السلاح بيد الشرعية، قد قتله.

باختصار، إن انتشار السلاح تحت حجج واهية في مخيم للاجئين الفلسطينيين في بيروت، من المفترض أنه خالٍ إلا من السلاح الفردي، قد قتل إيليو. هذا السلاح غير الشرعي داخل وخارج المخيمات، والذي تحول إلى سلاح للإيجار من قبل دول خارجية أو أحزاب داخلية أو تجار المخدرات ورؤساء العصابات، بالأساس قتل الشاب أمس، وإنه على مدى سنوات وحتى اليوم لا يزال السلاح غير الشرعي يقتل لبنان واللبنانيين ويغلق الباب أمام قيام الدولة وإمساكها بالأمن على كل أراضيها.

وحتى بعد أيام على الجريمة، لا تزال الدولة اللبنانية تساوم مع الفلسطينيين على تسليم قاتل شاب لبناني ضحية سلاح غير شرعي يفتّك بالمجتمع، بينما تمتنع عن التفاوض مع إسرائيل من أجل إحلال السلام، وهذه التناقضات تكشف عن ازدواجية في الأولويات.

من القاتل؟ تصعب الإجابة على هذا السؤال رغم أن الصورة واضحة، طالما أن في لبنان جزراً أمنية ودويلة ضمن الدولة.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: