كتبت أريج عمار:
قبل يومين بالتحديد نشر المتحدث العسكري باسم جيش العدو الاسرائيلي باللغة العربية افيخاي ادرعي تغريدة على حسابه عبر تويتر، يهدد فيها ستة مراسلين من قناه الجزيرة في غلاف غزة بالقتل مدّعياً أنهم ينتمون عسكرياً لحركة حماس، وذلك بعد استهداف العدو لحوالي 110 صحافيين منذ عام حتى اليوم، وإصراراً على هذا الإجرام أقدم جيش العدو فجر اليوم الجمعة على استهداف مجمع سكني كاملاً إتخذه نحو 16 صحافياً من مختلف القنوات، مأوىً لهم في حاصبيا، جنوب لبنان التي اختار العدو أن تكون أول ضربة لها في هذه الحرب تطالها في الخاصرة الصحافية.
جراء هذا الاستهداف الهمجي استشهد ثلاثة صحافيين وأصيب آخرون وهم نياما في فراشهم الذين لا يلجؤون إليه إلا قليلاً وهم يغطّون مشاهد الإجرام والدمار الإسرائيلي في الجنوب اللبناني وفي لبنان عموماً.
ثلاثة شهداء من الجسم الصحافي وهم المصوّر في قناة المنار وسام قاسم والمصوّر في قناة الميادين غسان نجار، ومهندس البث في القناة نفسها محمد رضا، وهذا الاستهداف بطبيعة الحال لم يكن يتيماً إذ أتى بعد يوم واحد على استهداف مقر قناة الميادين في الجناح في بيروت وبعد حوالي العام من استهداف المراسلة فرح عمر والمصور عصام العبد الله.
يستكمل العدو الاسرائيلي اجرامه الذي ما خفت يوماً ولا يستثني الطواقم الطبية والصحافة والمستشفيات وحتى المراكز الرسمية والمباني السكنيّة.
لطالما ارتعب العدو الاسرائيلي من صوت الحقيقة ومن نقل صورة إجرامه التي باتت لا تخفى على أحد في العالم وفي هذا الاستهداف للصحافيين والمراسلين يؤكد العدو الاسرائيلي بأنه لا يألوا جهداً في محاولة تلميع صورته أمام العالم من خلال تخويف الإعلاميين والإعلاميات الذين يسلطون الضوء على إجرامه ومخططته الحقيقي في إبادة المدن والبلدات اللبنانية، واستهدافاته التي لم تقتصر يوماً على السياسية والعسكرية بل لطالما كانت استهدافات لمدنيين ابرياء.
في الختام خالص العزاء من أسرة LebTalks لعوائل الشهداء الصحافيين الذين سقطوا بالأمس، وتحيّة إجلال وإكبار لكافة المراسلين والمراسلات في ميدان المعركة وإلى الجسم الصحافي اللبناني العظيم الذي لم يبخل يوماً بدمائه ولم يتوان يوماً عن التضحية في سبيل هذا الوطن.