أشار الكاتب في شؤون الامن والدفاع رياض قهوجي في حديث لـ”LebTalks” إلى أن “الأحداث التي شهدتها المنطقة منذ السابع من تشرين الأول 2023 لغاية نهاية العام الفائت تؤشر إلى هزيمة كبيرة لمحور الممانعة الذي تقوده إيران، ففتحت إيران جبهة كبيرة تحت عنوان الإسناد والمشاغبة، انهزمت فيها على جبهات عدة وحسم الأمر بعد الغاء نفوذها من سوريا ما دمر الجسر الذي مكّن إيران من الدخول لعمق العالم العربي والانتشار عبر ميليشيات تابعة لها بالشكل الذي كان عليه سابقاً، وهذه هي السطوة التي كانت تملكها داخل لبنان عبر حزب الله”.
ولفت إلى أن “هذا لا يعني أن اليوم إيران فقدت الأمل، خصوصاً داخل الحرس الثوري الإيراني أو ما يعرف بفيلق القدس الذي يتسلّم العمليات الخارجية للحرس الثوري إذ يحاول المحافظة على وجوده عبر محاولة تعويض واحياء ما خسره”، مشيراً إلى أن “من دون سوريا مستحيل اعادة احياء محور الممانعة كما كان ومع عدم وجود الدور القوي لحزب الله”.
أضاف قهوجي: “من هذا المنطلق تشير بعض التقارير إلى مساعٍ مستمرة لقلب الوضع في سوريا واعادة الأمور إلى ما كانت عليها من فوضى عبر الحدود لتمكين ادخال السلاح والتهريب وغيرها، ما تمثل بالاشتباكات على الحدود وما حصل، كلها تؤشر إلى أن الجهود الدولية التي قادتها أميركا وقوة أخرى لتقويض قدرات إيران وقطع أذرعها في المنطقة مستمرة لم تنتهِ والضغط مستمر بشدة للبقاء خطوات أمام الإيراني ومنعه من اعادة ترميم قدراته”.
وأشار إلى أن “الحزب في حالة انكار للواقع ومحاولة لعودة عقارب الساعة إلى الخلف كما كان الحال عليه، وهو يصطدم بواقع جديد ففقد قدراته العسكرية بشكل كبير كما استنزفت قدراته المالية إذ لم يعد يستطيع الانفاق مالياً كما كان ومن دون الاموال لا يمكنه اعادة بناء هيكله”.
وتابع: “الحزب يستخدم الأدوات المتبقية له وهي الشارع، ومحاولة الاخلال بالأمن والتهديد عبر التحركات في الشارع لابتزاز السلطات الجديدة في لبنان لمحاولة تحقيق بعض الأهداف الخاصة فيه، انما الأمور أصبحت في مكان آخر وقدرته التي كان يتمتع فيها عبر تحريك الشارع لم تعد كما كانت”.
وعن انتشار تسجيلات صوتية لشخص من مناصري “الحزب” يحرض على مواجهة الجيش، قال قهوجي: “نرى من الأسابيع الماضية أن كل مرة ينزل إلى الشارع، يخسر رصيداً شعبياً حتى داخل الطائفة الشيعية، وهذا ما نشاهده الآن من تمايز بين الحزب وحركة أمل خصوصاً في تحركات الشارع، فهنالك رفض من مجموعة كبيرة من المكون الشيعي لهذه التحركات إذ تريد الخلاص من الحرب ولا تريد العودة إلى السلاح والفوضى، بل تريد التقاء انفاسها لتعود إلى الحياة وأن يتحرك الاقتصاد في البلاد واعادة اعمار ما دمرته الحرب الإسرائيلية بمواجهة الحزب والعودة إلى منازلهم فأكثر من 150000 شخص فقدوا مسكنهم، بالتالي كل مرة ينزل فيها الحزب إلى الشارع يفقد أكثر من رصيده”.
وأكد أن “هناك محرضين ضد رئاسة الجمهورية ومؤسسة الجيش، والمفروض الآن مع حكومة جديدة أن تصبح دولة قانون وأن يتحرك القضاء ويأخذ مجراه مع كل جهة تحاول اثارة الفتنة الداخلية وهذا ما يريد الشعب اللبناني أن يشاهده أي السلطة تمارس سلطتها كما ورد في خطاب القسم”.
