لينا البيطار
مع استمرار العدوان الإسرائيلي على لبنان بشكلٍ عام، وعلى الضاحية الجنوبية لبيروت بشكلٍ خاص، لفتت ظاهرة “موسم الهجرة الى العراق” من قبل نازحين لبنانيين من الجنوب والبقاع وبعض مناطق جبل لبنان المتضرّرة من الأحداث الراهنة الى العتبات الدينية المقدّسة في النجف وكربلاء، والتي تشكّل المحطة الأولى لوصول النازحين اللبنانيين، الذين أصدر رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني قراراً بتسميتهم ” ضيوفاً” لا نازحين، هذا القرار الذي أُلحِقَ بقرار آخر تمَّ خلاله تخصيص مبلغ 3 مليارات دينار عراقي من خارج موازنة الدولة العراقية الى وزارة الهجرة والمهجرين التي كانت قد أطلقت مع هيئات المجتمع المدني في مستهل حركة النزوح حملة “سيد الجنوب للإغاثة” لمساعدة الضيوف اللبنانيين على الاستقرار في أماكن لائقة وتأمين كل ما يلزم من مساعدات لهم.
وبحسب إحصاء غير رسمي، فإن عدد النازحين اللبنانيين الذين توزعوا على محافظات العراق يناهز 8 الآف لبناني، وهو عددٌ مرشّحٌ للارتفاع في ظل استمرار الحرب على لبنان من دون أفق معروف.
ويتوزع هؤلاء “الضيوف “على “مدن الزائرين” في النجف وكربلاء داخل فنادق ومجمّعات سكنية لا مخيمات، علماً أن محافظة ديالي هي واحدة من المواقع المرشحة لاستقرارهم، والذي بدأت بتعزيزه روابط الزيجات المختلطة وذلك بعد تسجيل أكثر من عقد زواج بين شبان عراقيين ونازحات لبنانيات، لكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة في سياق الحديث عن موسم الهجرة الى العراق: هل هو فعلاً موسم موقت فرضته الظروف الأمنية والاجتماعية الصعبة لا بل الكارثية التي يمرُّ بها لبنان بمختلف شرائحه وأطيافه أم أن وراء الآكام ما وراءها حيث تفوحُ رائحة “توطين” مقنّعٍ لشيعة لبنان في العراق؟!