“الثلاثي الأناني”.. سوط عون وعصا جعجع

aoun geagea

كتب جاد حاوي في موقع “LebTalks”:

خيارات “حزب الله” الرئاسية صعبة. من توهم يوماً أن بإمكانه نقل سليمان فرنجية من قصر بنشعي إلى قصر بعبدا، تركه على مفرق زغرتا، وبات حالياً أمام خيارين أحلاهما مرّ.

الأول هو السوط المسلّط على رأسه، قائد الجيش جوزف عون، المدفوع بمباركة أميركية ودعم سعودي لا ينضب. أما الثاني، فهو العصا التي يخاف منها؛ سمير جعجع الذي يُسمع اسم ترشيحه في الإعلام وعلى لسان الناس التواقة لصدمة إيجابية تفيد البلد.

ما لا يريده “حزب الله” لا يعكس بالضرورة قدراته. هو ضعيف بالمقارنة مع الأمس القريب، وما عادت كلماته تأمر أو همساته توجه الحلفاء. قبضته الحديدية على لبنان تتلاشى يوماً بعد يوم بعد هزيمته المذلة في حربه العبثية مع إسرائيل. هل من تعاسة أكبر يعيشها الحزب حين لا يجد مسؤول يتكلم سياسة باسمه سوى “مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق” وفيق صفا؟

على شاكلته، يرفض رئيس حركة “أمل” ورئيس “التيار الوطني الحر” التصويت لجوزف عون أيضاً. يخشى الأول من رئيس لا يستحكم بقراراته الرئاسية، ولا يؤدي واجب المراعاة لعين التينة. أما الثاني، فيخاف من تأثير عون على تياره وأنصاره الموالين لمؤسسة الجيش والمتقاعدين منها، كما يخاف من حكم يقصي باسيل من السلطة.

“الثلاثي الأناني” هذا، لا يفكر بمصلحة لبنان بقدر ما يفكر بمصلحته الخاصة. “حزب الله” لا يريد رئيساً يطبق القرار الدولي 1701، فيما البقية يخشون على مكانتهم ومصالحهم وشعبيتهم.

المؤسف أن أحداً منهم لم يفكر بمصلحة لبنان، وضرورة إنهاء الفراغ الرئاسي، وقيام حكم متعاون مع الغرب والعرب. حكم يمكنه إعادة بناء ما تهدم، إرساء نظام عدل وسلام، والأهم، الانتهاء من السلاح غير الشرعي الذي خرّب لبنان.

بين السوط والعصا، يقف الثلاثي الأناني: إما اختيار جوزف عون على مضض بعد أيام، أو القبول بسمير جعجع غصباً بعد فترة. لهم الخيار لا الانتصار، ولبقيتنا الانتظار حتى جلاء الخبر يوم الخميس.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: