الجرائم البيئية في عكار “مبكية”.. أبي راشد لـ”LebTalks”: المنظومة السياسية تتحجج بالأوضاع

WhatsApp Image 2024-05-06 at 9.41.03 AM

منطقة عكار المكسوة بالأحراج في شمال لبنان، يُستكمل في مختلف غاباتها مسلسل جرائم القطع الجائر للأشجار الحرجية المعمّرة والنادرة، من وادي خالد الى اكروم وعندقت والقبيات وعكار العتيقة وبزبينا وفنيدق ومشمش وعلى امتداد المنطقة الجردية لمجرى نهر البارد في حرار وقبعيت والقمامين.

لا حسيب ولا رقيب والوزارات المعنية تشاهد “على السكت”، والتجار يسرحون على هواهم ويحققون الأرباح.

آخر حلقات هذا المسلسل المرير، قطع شجرة شوح معمرة في أقصى الجهة الشرقية من بلدة تاشع في منطقة عين المرانة، إضافة لقطع عشرات أشجار السنديان على مدخل بلدة تاشع ضمن النطاق البلدي لبلدة عينها وعلى الحدود بين بلدتي تاشع وممنع.

رئيس جمعية الأرض – لبنان بول أبي راشد، أوضح في حديث لـ”LebTalks”، أن “هناك زيادة غير مسبوقة في جرائم قطع الأشجار”، مشيراً إلى أن “مشكلة قطع الأشجار في كل لبنان وإنما هذه الظاهرة تظهر أكثر على الأطراف أي جرود بعلبك والهرمل وكسروان والبترون وخاصةً في غابات عكار، نسبة قطع الأشجار العشوائي وغير المنظم والتجارة في الأشجار إلى الارتفاع”.

بالنسبة إلى إعتماد أي استراتيجيات أو خطط للحد من هذه الآفة، فقال أبي راشد متأسفاً: “لا يوجد أي خطة أو استراتيجية”، لافتاً إلى أن “بياناً صدر عن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي لكنه يخلو من الإستراتيجية الجدّية ولا يوجد صدق أو حماس لكبح هذه المخالفات”، معتبراً أن “المنظومة السياسية تتحجج بالأوضاع الإقتصادية الصعبة للتغاضي والتساهل معهم”.

وتابع أبي راشد: “تقع مسؤوولية حلّ هذه الأزمة على عاتق وزارة الزراعة وقوى الأمن الداخلي والقضاء”، مشيراً إلى أن “الأمن الداخلي يتعاون مع الجمعيات لإيصال الملف والجاني إلى القضاء الذي بدوره يصدر أحكاماً “سخيفة” مما يشجع المخالفين على تكرار هذا الفعل، فالغرامة المالية قليلة بالنسبة للحطب الذي يتاجرون فيه ويبيعوه”.
تجدر الإشارة إلى أن وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال عباس الحاج حسن خلال جلسة في المبنى التابع لوزارة الزراعة في فنيدق القموعة تعهد أمام الحاضرين بمحاسبة ومعاقبة كل من يعتدي على غابات القموعة ويشوه معالمها الطبيعية والبيئية والسياحية.

كما أشار إلى أن “هناك مجازر بيئية كثيرة وهي أكبر من مجزرة عكار، وهي جرائم بحق أشجار اللزّاب في مناطق مختلفة مثل وادي فعرة، جرود كسروان وجرود العاقورة، وهي مجازر مبكية”.

من الشائع في لبنان، فقدان الأشجار المعمّرة أو الفتيّة على جوانب الطرق والأنهر، كما لم تعد غريبة الممارسات الوحشية ضد البيئة في أي منطقة وجبل ووادٍ، فأصوات المناشير “تلعلع” لتولّد الخراب.

لبنان الأخضر بات أسودَ، والجنة على الأرض تحولت إلى جهنّم، الغابات إلى الزوال مثل كل ما هو جميل ونادر في لبنان.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: