“الحرب باتت محتومة”.. مصدر أمني لـ”LebTalks”: الخسارة ستكون هائلة ولو “انتصر الحزب”

south-war

بعد تبدّل قواعد الإشتباك بين “حزب الله” وإسرائيل في الجنوب، يتخوف اللبنانيون مجدداً من توسع رقعة حرب “لا ناقة فيها ولا جمل” خصوصاً وأن البلد مرّ ولا يزال بأزمة اقتصادية خانقة وحرمت العديد منهم من أدنى مقومات العيش الكريم.

في هذا السياق، أوضح مصدر أمني لـ”LebTalks”، أنه من الواضح أن الجيش الإسرائيلي يصعّد عملياته في الجنوب بشكل كبير في الآونة الأخيرة وتحديداً في الأسبوع الماضي، ما ينذر بشنّ حرب كبيرة على لبنان، وقال: “يبدو أن رئيس الحكومى الإسرائيلية بنيامين نتنياهو مصمّم على إنهاء جبهة الشمال (أي جنوب لبنان) بشتّى الطرق لإعادة أكثر من 80 ألف مستوطن الى منازلهم آمنين، الأمر الذي سيفيده في الإنتخابات الإسرائيلية القادمة”.

وتابع المصدر: “مع تغير قواعد الإشتباك بين الطرفين، من الطبيعي أن يصعّد حزب الله عملياته بوجه إسرائيل ومن المتوقع أن يستعمل أسلحة وصواريخ جديدة، وهنا “تفلت” الأمور، ولن تستطيع عندئذٍ أي جهة من ضبط الوضع بين الطرفين وسينتقل البلد بعدها الى حرب محتومة”.

وتساءل المصدر عن تضرر لبنان وإسرائيل من هذه الحرب قائلاً: “من الطبيعي ان حزب الله سيلحق دماراً كبيراً بإسرائيل، ولكن الدمار الأكبر والخسارة الكبرى ستكون في لبنان، بحيث أن إسرائيل ولو تضررت ستعيد بناء ما تدمّر بسرعة كبيرة نظراً لاقتصادها الرائد، أما لبنان فسيكون الحديث عن الضرر الذي سيلحق به طويلاً،

أولاً، لن تقتصر الأضرار على بعض الأبنية في الجنوب، إنما الحرب ستكون شاملة لتشمل البنى التحتية والقطاعات الحيوية في البلد والمرافئ والأوتوسترادات وغيرها، ولن يكون لبنان بوارد إعادة أي منها الى الحياة، فلنأخذ على سبيل المثال لا الحصر، ما حصل بانفجار الرابع من آب في مرفأ بيروت، فلا تزال بيروت تعاني من الإنفجار بعد 4 سنوات والدولة غائبة عن إصلاح “شباك” منزل واحد في بيروت، فكيف بالحري اذا تدمر المطار أو قطاع الكهرباء او الاتصالات؟

ثانياً، وفي حال انتصر الحزب على إسرائيل اذا صح التعبير، فالخسارة التي ستلحق بلبنان أكبر بكثير من نشوة الإنتصار، ولن يكون الضرر فقط على البيئة الشيعية أو مناطقها، بل سيتعدى ذلك لشلّ ما تبقى من الاقتصاد اللبناني وحركة التجارة والملاحة الأمر الذي من الممكن أن يعيدنا الى العصر الحجري، ويبقى السؤال: “ومع انتصار الحزب، هل سيكون بقدرته إعادة إعمار ما تدمّر في البلد أو حتى جلب مستثمرين من الخارج؟ طبعاً لا ولأسباب عدة، وأهمها ان الحزب كان السبب الرئيسي في عزلة لبنان عن محيطه الخارجي وخصوصاً العربي مع بدء عهد الرئيس السابق ميشال عون، وأيضاً تلك الدولة كانت واضحة بتصاريحها تجاه لبنان والحكومة المطالبة باعتماد سياسة النأي بالنفس عن الحرب الدائرة في غزة”.

ثالثاً، والأهم أن أحداً لم يستطع فصل لبنان عن غزة، لا الموفد الأميركي آموس هوكشتاين الذي عاد خالي الوفاض بعد زيارته لبنان وتحديداً رئيس مجلس النواب نبيه بري، ولا حتى الموفد الفرنسي جان إيف لودريان، لأن حزب الله يتحكم بكل مفاصل الدولة: الحكومة ومجلس النواب، وقرار السلم والحرب بيده والمرافئ والمعابر الشرعية وغير الشرعية والمطار، ولن يتنازل عن هذه المغاور لصالح ما يسمى بـ”دولة”.

وفي الختام، لا أحد استطاع فصل لبنان عن غزة بسبب عناد الحزب لأسباب سياسية باتت معروفة للجميع وليس نصرة لغزة، لأن حرب الجنوب لم تخفف من قوة الجيش الإسرائيلي في معاركة في غزة ورفح، إلا أن المطلوب اليوم واحد، وهو تشكيل جبهة داخلية للوقوف بوجه الحزب ووقف الحرب القادمة نحونا وتجنيب لبنان مصير غزة.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: