“الحزب” الأمني “الحديد” يُعْلِمُ عدوّه بكل جديد

hezeb

يجمع المتابعون لمسيرة الحزب منذ ما قبل الاعلان عن تأسيسه ومنذ انخراطه في حروب الداخل والخارج ومنذ “لمعان نجمه” في العمليات التي نسبت اليه والتي استهدفت بلداناً ومصالح وشخصيات في الخليج والقارات الاوروبية والاميركية والأسيوية، على اعتقاد ثابت وقناعة سائدة على المهارات التي تمتع بها الحزب أمنياً واستخباراتياً لطالما تجلّت في السرّية التامة في التحضير والتخطيط والدقة في التسديد مع براعة في التخفي والتمويه وقلة الكلام في الاعلام وندرة الوقوع في لعبة الاعلان.

ان ما أوردناه، له من الأمثلة المثبتة الكثير نذكر منها شخصيات ثلاث طبعت مسيرة الحزب الأمني الاستخباراتي بهذا الطابع من الغموض والاثارة الجيمس بوندية الامنية والاستخباراتية لما كان لهذا الطابع من فعالية واثر ونتائج في أعمال الحزب وعملياته المشروعة منها وغير المشروعة.

فمن شخصية عماد مغنية والذي سمي بالشبح والتي عجزت اقوى أجهزة الاستخبارات على رصده والنيل منه لعشرات السنين والذي ساهم في الانتصارات التي سطرها الحزب على ما ذكر وكشف مسؤولوه واعلامه بعد اغتياله في سوريا… مروراً بمصطفى بدر الدين والذي سمي بالشبح أيضاً وبالياس صعب في عملياته في تفجيرات الكويت وسامي عيسى صاحب سلسلة محلات المجوهرات “سامينو” في كل من مار الياس وبرج حمود وفرن الشباك حيث امتلك شقة في جونية وقطن فيها في فترة التحضير لعملية اغتيال الرئيس الحريري على ما ذكره شهودٌ سريون امام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، وافضل من عبّر عن نمطية الحزب السائدة ممثلة ببدر الدين والذي كان سامي عيسى في التحضير لعمليته في 14 شباط 2005 المدعي في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان غرايمي كاميرون: “يتحرك مثل شبح لا يمكن إدراكه، ونظرياً يستحيل تعقبه داخل لبنان فهو لا يترك أي أثر ولم يستخرج يوماً جواز سفر، ولا رخصة قيادة، وليس ثمة عقار مسجل باسمه في لبنان، ولا تملك السلطات أي معلومات عن دخوله إلى لبنان أو خروجه منه، ولا بيانات في وزارة المال تفيد بأنه دفع الضرائب يوماً، ولا حسابات مصرفية باسمه. فهو غير موجود، أو شبح لا يمكن اقتفاء أثره في لبنان”.

وكان الحزب قد جعل منه قديساً مطوباً بعد اتهامه بالجريمة وبطلاً وقائداً ميدانياً مقاوماً للعدو الاسرائيلي بعد مقتله او اغتياله في سوريا ايضا… وصولاً الى الشخصية الثالثة الزئبقية غير المعروفة والمتخفية على طريقة مغنية وبدر الدين فؤاد شكر او “محسن” وهو الشخصية الثالثة أيضاً التي سميت بالشبح والذي لم يعلن عن مهامه وانجازاته وعملياته الا بعد اغتياله مكشوفاً من العدو ولا معروفاً من العامة والخاصة ولا حتى من الجيران في نفس المبنى الذي “استشهد” فيه.

لقد آل الحزب على نفسه منذ النشأة الاستمرار في اضفاء هذه الهالة من السرية والغموض على ادائه الأمني والعسكري وحتى السياسي والاجتماعي امام الموالين والمعادين على السواء وقد عبّر عن هذا الأمر أمين عام الحزب في محطات كثيرة نذكر منها، في 16 شباط 2017 يقول نصرالله: “نحن في حزب الله دائماً لدينا ما نخفيه، وهذا جزء من استراتيجيتنا وعقيدتنا القتالية والعسكرية وستفاجأون بما نخفيه وهو سيغير مسار أي حرب اذا اقدمتم عليها”،

وفي 12 تشرين الأول 2018 وردّاً على نتنياهو بشأن مخازن “حزب الله” يقول: “سياستنا واضحة في ما يتعلق بالأمور العسكريّة هو الغموض البنّاء وصمتنا هادف من موقع العلم، فليأخذ الناس علماً أننا لن نقدّم إجابات رداً على كلّ ما يقوله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والنفي بمثابة تقديم معلومات مجانيّة للعدو”.

الا ان ما حاول الحزب اضفاءه من سرية وتشويق وغموض وتخفٍ وتحفظ سرعان ما خرِقَ في محطات كثيرة سابقة وتكثّفت مؤخراً، فمن الاعلان عن طائرة ايوب التي صورّت ورصدت مواقع في الداخل الاسرائيلي الى تباهي الحزب بعد انفجار 4 آب 2020 بمعرفته والمامه بما يجري داخل مرفا حيفا وقصوره عن اكتشاف ماذا جرى في مرفا بيروت، وكان الأمين العام للحزب قد هدد بقصف “النيترات امونيوم” في حيفا قبل عام من انفجار النيترات في بيروت… مروراً بإعلانه واعلامه العدو عن بنك اهداف الحزب الذي يزمع قصفها ونشره على ثلاث حلقات في الاعلام وعلى طريقة الاعلان ما صورّته مسيّرة الهدهد من مواقع تعتبر استراتيجية حيوية امنية سرية وصولاً الى تصويره وبثه إعلامياً اعلانياً للانفاق العسكرية الامنية السرية والتي اطلق عليها عماد 4 مخالفاً نمط عماد مغنية بالتخفي والسرية المطلقة ومخالفا توجهات الامين العام للحزب بـ”عدم تقديم معلومات مجانية للعدو”.

ان كل ما ذكر من معلومات سربها الحزب نفسه عبر اعلامه جعل من العدو مطلعاً على ما قام ويقوم به الحزب مبصراً متبصراً لما اتى وما سيأتي متحوطاً لما يخططه عدوه الاشرس الامني على جبهته الشمالية.

ان الاداء الاعلامي الاعلاني للحزب الأمني السري الحديدي لا يفهم منه طبعاً حرباً نفسية على العدو لما يسببه من انكشاف أمني وعسكري كبّد الحزب ويكبّده خسائر مباشرة في الارواح والمواقع وغير مباشرة على بيئته ومعنوياتها، وقد يكون هدف  الترويج الاعلاني الاعلامي داخلي محض لبعث الرسائل التطمينية لبيئة الحزب والتهديدية لمعارضيه في الداخل اللبناني.

الكل يتذكر طبعاً توجيهات لا بل أوامر وحتى فتوى أمينه العام حسن نصرالله الأمنية في الثالث عشر من شباط 2024 والذي نبّه فيها المحازبين والمواطنين قائلاً: “يجب الأنتباه إلى ما يشاع في مواقع التواصل، يجب الانتباه إلى أن بعض مواقع التواصل تقدم معلومات مجانية للعدو، فهو يستغل معلومات مواقع التواصل للنيل من المقاومة ويتنصت على اجهزة الخلوي، ادعو إلى الاستغناء في هذه المرحله عن اجهزة الهاتف الخلوي الذي يعتبر “عميلاً قاتلاً”.

لكن البعض القليل يعلم ومنهم للأسف العدو الراصد المتربص بالحزب وامينه العام انه بعد اقل من شهر على توجيهات نصرالله اطل نجل الأمين العام الأصغر محمد مهدي نصرالله ناشطاً على موقع التواصل الاجتماعي وعلى حسابه عبر انستغرام وعبر هاتفه الذكي العميل خصصه لعرض “محتوى ثقافي وديني”، كما أعلن في إطلالته الأولى.

وعرّف عن نفسه بأنه “طالب علوم دينية”، ليظهر في مقطعي فيديو، أحدهما يعلن فيه عن خطوته، فيما يظهر في الثاني وهو يكتب ملاحظات على ورقة، وتُظهر في الخلفية صورة لوالده”.

وعليه يحق لأبناء بيئة الحزب أمام هذا الأداء الاعلامي – الاعلاني”القاتل القول:”من بيتِ ابي ضُرِبت”.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: