“الحزب” في مراحله النهائية يرمي بـ”عصا “السنوار”

senwar

كتب أنطوان سلمون:

لقد اتى قبول الحزب مرغماً لا بطلاً بالتصويت لمرشح “الثنائي اميركا والسعودية” وقبوله بما كان رفضه قبل ساعات من القبول والتصويت، من خرق للدستور او تجاوزه بعد طول استثمار لفائض قوته ووهج سلاحه، وخنوع بعض خصومه وشركائه، في السياسة والاقتصاد والتعيينات والمحاصصة وابهى تجلياتها الثلث المعطّل وانتزاع حقيبة المالية للثنائي الشيعي حصراً، كما في الرئاسة تعطيلاً وفرضاً مفترضاً لاسم سليمان فرنجية الذي يعتبر “السيد نصرالله سيّد الكل”، من ضمن السياق الانحداري او قل القتال التراجعي او ما رسم خطّه مرشد الحزب وايقونته وقائده الامام علي خامنئي في 9 ايلول 2024 ليسلكه الحزب في مراحل انتصاره اللاحقة والتي سبقت تقجيرات البايجرز واللاسلكي واغتيال قادة الحزب وأمينه العام وخليفته بما يشبه فتوى “تحليل” الاستسلام بعد طول تحريم اذ قال بأن “لاضير في التراجع التكتيكي أمام العدو والتراجع قد يكون في الميدانين العسكري أو السياسي” ليقوم الحزب بالتراجع الاستراتيجي بعد 66 يوماً من ادعاء تسجيل الانتصارات والبطولات موقعاً على انسحابه وسلاحه ومسلحيه “بدءاً من جنوب الليطاني” ليأت لاحقاً سقوط نظام بشار الأسد السند والظهر وممر المال وذاك السلاح واولئك المسلحين ليجعل من الحزب ووليه الايراني عاجزاً مكبلاً مشلولاً منازعاً قبل اعلان الوفاة.

يأتي في الإطار نفسه ما اقدم عليه الحزب في جلسة التاسع من كانون الثاني 2025, بعد طول تطاول وتخطّي وتهميش واستهداف لمؤسسة الجيش وقائدها عبر وسائله الاعلامية وخاصة المكتوبة المعروفة الصفراء وقيادييه وخاصة أمينه العام الجديد نعيم قاسم الذي وجه في 6 تشرين الثاني 2024، سهامه واتهاماته للجيش اللبناني وقيادته بعد الانزال الاسرائيلي في البترون، ووزيري الحزب اللذّين هاجما قائد الجيش في جلسة مجلس الوزراء تاريخ 27 تشرين الثاني 2024 مشككين به وبالجيش وأكدت على هذا الهجوم وذاك التشكيك وحتى الاتهام صحيفة الأخبار في عددها في اليوم التالي ليتناغم الحزب اعلامياً مع الحملات التي شنها رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل على جوزف عون مرشح “احتكار الدولة وحدها  لحمل السلاح” متهماً اياه زوراً بملفات السرقة والفساد والنازحين والعمالة للغرب والتواطؤ على المقاومة بمقابل تأييد القوى السيادية وعلى رأسها حزب القوات اللبنانية ورئيسه سمير جعجع المرشح الأكثر تمثيلاً والاكثر طبيعية ومنطقية لرئاسة الجمهورية…

لا يمكن ان نعتبر ما قام به الحزب بعد قبوله باتفاق اذعانه للأميركي والاسرائيلي في 27 تشرين الثاني 2024 وما صوت عليه مرغماً في 9 كانون الثاني 2025 وبعد الضربات القاصمة لظهره وعموده الفقري في لبنان وسوريا الا ضربة سيف في الهواء او ما اصطلح عليه حديثا ضرباً يائساً بـ”عصا السنوار” اذ لم يبقَ للحزب الا تلك العصا ليرمي بها كآخر حركة “مقاومة معارضة رافضة” لبسط سلطة الدولة وحدها واحتكارها وحدها للسلاح وتثبيت الاستقرار والاقتصاد الحر ونشر الثقافة والانفتاح على الخليج العربي وانتهاج الحياد الايجابي والذي اعلنه خطاب القسم للرئيس الجديد  والذي خُون وهُدر دم البطريرك…والسياديين لدى مناداتهم بمثل ما ورد في قسم الرئيس المنتخب جوزف عون ليصبح عدم تصفيق كتلة الحزب لما ورد اعلاه في خطاب التاسع من كانون الثاني رمية بائسة أخرى بعصا السنوار.

تماهياً ومحاكاة لرمي يحيى السنوار لعصاته محاولا اسقاط “الدرون” من دون جدوى وعبثا بعد اصابته البالغة والتي اقعدته عاجزاً عن المواجهة والمقاومة قبل اردائه، ها هو الحزب وفي نفس حالة السنوار يحاول “احياء عظامه وهي رميم” عبر اعادة عقارب الساعة الى الوراء في مع الرئاسة الاولى والثالثة مع اصراره وبقية فلول مقاومته وفلول النظام السوري الفار على ميقاتي  متجاهلا علمه اليقين بأن ما كتب قد كتب وكان الحزب اول المساهمين في كتابته وتوقيع وزرائه على كتبه  بالحبر الأميركي، وان اللعبة انتهت ولن يستأنفها الرمي دون جدوى وبعد فوات الأوان بعصا السنوار.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: