“الحزب” مرتاباً: “لماذا تمدح اورتاغوس الرئيس بري؟”

manar-03785150017438725072

قد يكون من المبرّر توجّس الحزب وخشيته وحتى حنقه مما حملته أحاديث الموفدة الأميركية للشرق الأوسط مورغان اورتاغوس لقناتي “العربية” و”سكاي نيوز” والتي بثت في تاريخ الثامن من نيسان 2025 بعد زيارتها الى لبنان ولقاءاتها بالمسؤولين اللبنانيين التي اتسمت بالصراحة والمصارحة والمكاشفة، وقد صوّبت اورتاغوس في تصاريحها كما في لقاءاتها سهامها مباشرة الى الحزب وسلاحه وايران وتدخلاتها في المنطقة ولبنان، مشددة على أن “حزب الله مثل “السرطان” وعلى لبنان استئصاله إذا أراد التعافي” وعلى ضرورة “نزع سلاح الحزب” بكامله”… وان “الجيش اللبناني قادر بإمكاناته الحالية على نزع سلاح حزب الله”. وان “الطريقة الوحيدة لخروج لبنان من أزمته هي رفض أي دور لإيران وحلفائها”… ومهددة باسم من أوفدها ان “لصبر إدارة الرئيس دونالد ترامب حدوداً” وقد يكون اكثر ما اثار خوف وتوجس وحنق الحزب من احاديث اورتاغوس اضافة الى ما سبق بحقه ما كشفته بعد لقائها الأخير مع الرئيس نبيه بري والذي استمر لساعة وثلث الساعة في عين التينة ان “لدى لولايات المتحدة توقعات متفائلة بدور نبيه بري في المرحلة المقبلة”.

ربّ متسائل هل ان “توقعات الولايات المتحدة الأميركية المتفائلة” بدور الأخ الأكبر للحزب الرئيس نبيه بري مستندة الى وقائع لمسها الأميركيون من خلال تجاربهم المشجعة منذ مفاوضات القرار 1701 في  تموز وآب من العام 2006 وترسيم الحدود البحرية في 27 تشرين الأول 2022 برعاية آموس هوكشتين والذي سبق مورغان اورتاغيس في مدح الرئيس نبيه بري حليف الحزب قائلاً في 4 آذار 2024: he is the boss who makes the decision”  ليرد الرئيس بري:”ليش نحنا مختلفين”؟.

قد تكون التوقعات المتفائلة بالرئيس بري ودوره مردها الى الدور الذي لعبه في اقناع الحزب او في اقتناعه من الحزب بالقرار 1701 بعد حرب تموز اذ مهد له في 27 تموز 2006 بموافقة مجلس الوزراء بإجماع الوزراء ومن ضمنهم وزراء امل وحزب الله والحلفاء على ورقة البنود السبعة والتي اسميت بورقة “السنيورة” والتي تقول في بندها السادس “بسط الحكومة اللبنانية سلطتها على كامل أراضيها عبر انتشار قواها الشرعية المسلحة، ما يؤدي إلى حصر السلاح والسلطة في يد الدولة اللبنانية وحدها، كما نص اتفاق المصالحة الوطنية في الطائف، وتعزيز القوة الدولية التابعة للأمم المتحدة العاملة في الجنوب وزيادة عددها وعتادها وتوسيع نطاق عملها، واتخاذ الإجراءات الضرورية لإعادة العمل باتفاق الهدنة الذي وقعه لبنان وإسرائيل في العام 1949″… ويقول الرئيس نبيه بري، الممدوح من الشيطان الأكبر الأميركي، عن تلك الورقة وبنودها ومنها بندها السادس المذكور في 6 آب 2006:”لقد وافق مجلس الوزراء بالإجماع، ومجلس النواب بمكتبه ورؤساء ومقرر اللجان وبرئاسته أيضًا، على هذا المشروع للحكومة والمتعارف عليه بورقة البنود السبعة، التي طرحها الرئيس السنيورة؛ والقمة الإسلامية أجمعت عليه، القمة الروحية باحتضان غبطة البطريرك صفير أجمعت  عليه أيضًا، كل الأحزاب والقوى الوطنية أجمعت أيضًا عليه، وكل قوى 14 آذار و8 آذار وإذا كانوا يريدون “شي آذار جديد، كلهم وافقوا عليه”.

وطبعا لا ينسى الدور الذي لعبه الاخ الاكبر المفوض من الحزب في اتفاق وقف اطلاق النار في جلسة مجلس الوزراء التي اقرته أيضاً باجماع الوزراء ومن ضمنهم وزراء امل وحزب الله في السابع والعشرين من تشرين الثاني 2024.

واكثر ما قد يبرّر ارتياب الحزب من مديح الموفدة الأميركية للرئيس بري يكمن في امكانية ان تكون اورتيغاس قد سمعت او لمست من خلال لقائها الطويل مع الرئيس بري ما يشبه تعهد ما او التزام ما عن المرحلة المقبلة لسلاح الحزب ارتكزت عليها توقعات الولايات المتحدة الاميركية العلمية البعيدة كل البعد عن توقعات رأس السنة الفلكية… لتصح مع تساؤلات الحزب مساءلة ومحاسبة وادانة الأمين العام الراحل للحزب السيد حسن نصرالله وكأنها موجهة الى الرئيس برّي اذ يقول في مضبطة اتهامه في 25 ايار 2011″ هناك ناس عندما تمدحهم أميركا وإسرائيل يفرحون أو يطمئنون… لو إن أوباما مدحنا أو نتنياهو مدحنا، كان يجب أن نعقد اجتماعاً طارئاً على مستوى كل الهيئات القيادية في “الحزب” ونجلس ونقول “يا إخوان نحن أين أخطأنا وما هي قصتنا، ماذا نحن فاعلون” ونعيد النظر بأنفسنا… ولمّا الشيطان يمدحك يجب ان تخاف”.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: