“الحزب” يطلق “البهورات” ويصدّقها.. في إنتظار الامر النهائي من طهران!

766_210717

يسيطر ملف حصرية السلاح في يد الدولة على الساحة اللبنانية، كمدخل الى الحلول المنتظرة، بدءاً بإستشعار اللبنانيين بمدى سيطرة الدولة على الامن وضبطه، وإبعاد سلاح الدويلة التي تهدّد الداخل كل فترة عبر نواب ومسؤولي حزب الله، الذين باتوا منقسمين في المواقف ويتذاكون، فيعملون على توزيع الادوار والسيناريوهات التي لم تعد تنطلي على أحد، لذا نراهم يطلقون المواقف المتأرجحة بين مؤيد للحوار الثنائي مع رئيس الجمهورية، وبين معارض ومهدّد بقطع اليد التي ستمتد الى سلاح “الحزب”، وبين مطالب بوضع الشروط، ابرزها إنسحاب الاسرائيليين من المواقع التي يحتلونها في الجنوب، ووقف الغارات والقصف الصاروخي وعمليات الاغتيال وإطلاق مسيرة الاعمار، وبعدها يمكن البت بالاستراتيجية الدفاعية وليس بتسليم السلاح كما يعتقدون.

مما يعني ان لا بوادر إيجابية تنهي الحرب المدمرّة على لبنان، والتي هدّد بها الاميركيون والاسرائيليون في حال لم تنفذ الشروط المطلوبة من حزب الله، مع إقتراب زيارة الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس الى لبنان مطلع الشهر المقبل، الامر الذي يطلق المخاوف من سقوط الحوار الذي دعا اليه الرئيس جوزف عون، لانّ مسؤولي حزب الله ما زالوا يناورون ويماطلون ويطلقون “بهورات” غير واضحة، وكل هذا يؤكد دخولهم في لعبة لن تصل الى حيث يريدون، لانّ القرار الدولي إتخذ وهذا ما أكده رئيس الجمهورية في حديثه الاخير من بكركي، كذلك المسؤولة الاميركية التي كرّرت ما تريده بلادها في هذا الاطار، مع بضع كلمات ردّت خلالها على معارضي تسليم السلاح، واللبيب من الاشارة يفهم، لانّ الرسائل المتتالية وصلت وفهمها الجميع إلا حزب الله.

هذه التهديدات أشعلت الحزب الأصفر، لذا سارعت قيادته الى رفع معنويات بيئته ومناصريه، الذين وُعدوا بتحرير القدس وبدحر إسرائيل وإزالتها من الوجود خلال أيام، فعمل مسؤولوه بعد سلسلة من السقطات المدوّية على لعبة شدّ الحبال في التوقيت الأصعب، مستعينين بالعصا والجزرة ضمن سياسة اعتقدوا أنهم قادرون على المضي بها، فيما تسليم السلاح بات حتمياً حتى ولو طال الوقت، لأنّ المواقف الأميركية تحاصر نفوذ حزب الله في ظل المتغيّرات الإقليمية.

الى ذلك ثمة أسئلة تطرح في الداخل والخارج، حول مدى استعداد الحزب لتسليم سلاحه وسط تلك المناورة السياسية التي يبديها؟ وعن مدى واقعية رهانه على استراتيجية دفاعية؟

فيما يعرف جيداً أنه انهزم لكنه مصرّ  على عيش وهج الانتصار المعاكس، أي الهزيمة التي وضعته تحت سابع أرض، وقلبت أوضاعه رأساً على عقب، لذا ما زال يسير على خط الأكاذيب الذي أطلقها وصدّقها، مفضّلاً العيش في أوهام الماضي والمجد المزيّف، لكن التغيرات الجذرية الإقليمية انعكست بشكل مباشر على وضعه، بعدما أصبح أمام معادلة جديدة يرفض تصديقها الى أن تأتي الأوامر من إيران، لانّ المسألة باتت مرتبطة بالواقع الجديد، وبالمفاوضات الأميركية – الإيرانية، والمؤشرات التي توحي برسائل مرنة من طهران في اتجاه واشنطن، وتتماشى مع الشروط الأميركية، وأولها تخلي إيران نهائياً عن الأذرع العسكرية في لبنان وغزة والعراق واليمن.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: