سرّبت أوساط قريبة من "حزب الله" عبر قناته الإعلامية أن الحزب يدرس جديًا تعليق كل أشكال التعاون القائم في مناطق جنوب الليطاني، وذلك في حال أصرت الحكومة اللبنانية على ما يعتبره الحزب مواقف متشددة وغير مقبولة حيال مسألة سلاحه.
واعتُبر هذا التسريب بمثابة رسالة سياسية وأمنية بالغة الدلالة، تحمل أبعاداً تتجاوز السجال الداخلي.
وفي هذا السياق، تؤكد مصادر سياسية مطلعة لموقع "LebTalks" أن الحزب يرى في التفاهمات غير المعلنة، التي ساهمت في ترسيخ نوع من الاستقرار في الجنوب رغم هشاشة الوضع وخطورة التجاذبات الإقليمية، ركيزة أساسية تُبنى على حسن النية والتعاون المتبادل بين الأطراف كافة، وفي مقدمها الحزب.
وعليه، فإن أي تراجع عن هذه التفاهمات أو النيل من سلاح الحزب قد يؤدي إلى قلب المعادلات السياسية والأمنية وفتح الباب أمام تصعيد غير محسوب.
وتشير المصادر نفسها إلى أن رسالة الحزب موجهة بوضوح إلى من يعنيهم الأمر، ومفادها أن أي محاولة للمساس بسلاحه، سواء تحت غطاء قانوني أو سياسي، ستُواجه بخطوات تصعيدية تبدأ بتعليق التنسيق، من دون أن يُعرف إلى أين يمكن أن تصل الأمور لاحقاً.
وتختم المصادر بالإشارة إلى أن توقيت وطريقة التسريب لم يكونا عفويين، بل اختيرا بعناية فائقة، في ما يشبه التحذير المبطن لمن يقرأ بين السطور. فالتلويح بسحب التنسيق جنوب الليطاني، في منطقة تخضع للقرار 1701 وتراقب عن كثب من قوات اليونيفيل، لا يقتصر تأثيره على الداخل اللبناني فحسب، بل قد يعيد خلط الأوراق على مستوى قواعد الاشتباك مع إسرائيل، ويترك أثراً مباشراً على الاستقرار الإقليمي برمّته.