كتب جورج الهاني:
خرج فريق الرياضي المنتصر الأكبر من المشاركتَين الأخيرتَين للفرق اللبنانية الأربعة في البطولتَين الخارجيتَين في كرة السلة اللتين إستضافتهما دولة الأمارات العربية مؤخراً قبل موعد الإستحقاق الداخلي الرسمي المرتقب المتمثّل ببطولة لبنان التي ستنطلق في 18 تشرين الأول الحالي.
فحامل اللقب المحلّي بقيادة مدرّبه القدير والخبير أحمد فرّان عاد الى بيروت متوّجاً ببطولة أبوظبي الدولية لكرة السلة، على حساب خصمه ومضيفه الشارقة بطل الإمارات في المباراة النهائية الأحد الماضي، والتي فاحت منها رائحة الثأر بعدما كان الرياضي خسر أمامه في الدور الأول، قبل أن يعود ويكمل مشواره نحو الذهب بثبات متخطياً مواطنه الشانفيل في الدور نصف النهائي. وبدا واضحاً أنّ بطل لبنان لم يتأثر كثيراً برحيل نجمه الأبرز وائل عرقجي للعب في صفوف فريق العلا السعودي، إذ بدت تركيبته ثابتة ومتجانسة، ما يجعله مجدداً المرشّح الأوفر حظاً للإحتفاظ بلقب بطولة لبنان موسماً إضافياً.

أما الشانفيل المتجدّد بقيادة المدرّب البوسني المحنّك آلان أباز المعروف جداً في الملاعب اللبنانية فظهر بمستوى أكثر من جيّد أهّله لإحتلال المركز الثالث والصعود الى منصّة التتويج على رغم عدم وجود نجوم كبار في صفوفه، لكنه بالتأكيد لن يكون خصماً سهلاً في بطولة لبنان المقبلة لأنّ الحمل الأكبر والرئيسي سيقع بطبيعة الحال على عاتق اللاعبين الأجانب الذين سيزيد عددهم الى ثلاثة على أرض الملعب هذا الموسم بحسب النظام الجديد للبطولة، وهذا يعني أنّ النادي المحظوظ الذي يتعاقد مع لاعبين مميّزين من نوع "السوبر" يتأقلمون بسرعة مع زملائهم ويدخلون تماماً في أجواء كرة السلة اللبنانية سيكون مرشّحاً للمنافسة الجدّية على اللقب، فيما لاعبوه المحلّيون سيكون دورهم مكمِّلاً كي لا نقول ثانوياً.
أما الحكمة الباحث عن لقب عربي رسمي أول منذ 26 عاماً فشارك في بطولة الأندية العربية التي إستضافتها إمارة دبي وعينه على لقبها لإعادة البسمة والفرحة الى جمهوره الكبير الوفيّ الذي لم يتركه طوال هذه السنوات العجاف، وبقي مواكباً وداعماً له في الضرّاء كما كان في السرّاء أيام الرئيس التاريخي للنادي الراحل أنطوان الشويري، وهو كان قريباً جداً من تحقيق هذا الهدف لولا بعض الأخطاء القاتلة التي إرتكبها في الدقائق الأخيرة من المباراة النهائية أمام الكويت الكويتي أول من أمس الإثنين ودفع ثمنها غالياً ومُرّاً. ولا يزال مشجّعو النادي الأخضر على مواقع التواصل الاجتماعي حتى اليوم يتحسّرون على إضاعة هذه الفرصة الذهبية التي سنحت لفريقهم بالتتويج العربي، ومنهم من ألقى باللوم على مدرّب الفريق جو غطّاس الذي – بحسب رأيهم – لم يكن على "قدّ الحمل" ولم يعرف كيف يتعامل بحكمة وذكاء في الدقيقتَين الأخيرتَين من زمن اللقاء، في حين هاجم آخرون أجانب الفريق الذين خيّبوا آمالهم من خلال عروضهم الفنية المتذبذبة التي لم ترتقِ الى مستوى المواجهة الكبرى التي خاضوها.
أما الأنطونية بعبدا بقيادة مدرّبه الشاب رالف عقل فترك بدوره بصمة طيّبة في أول بطولة عربية يشارك فيها، إذ قدّم لاعبوه أداءً قوياً لافتاً وبلغوا الدور ربع النهائي قبل أن يخسروا في الوقت الإضافي بفارق نقطة واحدة أمام العربي القطري في مباراة شهدت إنحيازاً تحكيمياً واضحاً وفاضحاً لمصلحة الفريق الخليجي بشهادة الصحافيين اللبنانيين والعرب الذين حضروا المباراة، وهذا مؤشّر أيضاً الى أنّ هذا الفريق سيكون له شأن وأهميّة في موسم كرة السلة الجديد الذي سيقلع بعد أقلّ من أسبوعَين.