Search
Close this search box.

الدبلوماسي الايراني الجديد ينطلق من بيروت… الوصاية في أبهى حللها!

iran

لطالما تكرّر المشهد… من وصاية الى اخرى ومن احتلال الى آخر، هذا هو حال لبنان البلد المخطوف سياسياً حتى إشعار آخر، وبتنفيذ بعض أطراف الداخل، لينطبق المثل الشائع :” بروح العاشق وبيجي المشتاق”.

وأكثر ما يفضح هؤلاء الاطراف تفرّدهم بالقرار اللبناني،  من خلال توجيهات الخارج، والصورة هنا تتكلم لتكشف مدى إستباحة دور الدولة اللبنانية وقوانينها، وتجاوز توجهات معظم اللبنانيين المعارضين لتهميشها ، ومصادرة قرارها وإستباحة سيادتها.

هذا الواقع المرشح بحسب ما يبدو للبقاء حتى امد بعيد، سيواصل مساراته خصوصاً في هذه الفترة، التي أطلقت العنان للتفرّد بخيار المواجهة العسكرية، تحت عنوان “وحدة الساحات” حيث يغيب المعنى فلا وحدة ولا من يحزنون، بل أوامر تنفذ على حساب لبنان واللبنانيين، تحت شعار دعم الفلسطينين في غزة، مع كل ما يحمله هذا الشعار من تداعيات وتبعات، وضعت مصير لبنان في مهب الريح.

الى ذلك برزت هذه الوصاية بوضوح من خلال الزيارة، التي يقوم بها وزير الخارجية الايرانية بالوكالة علي باقر كني الى بيروت اليوم، في اول تحرّك خارجي له بعد مقتل وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، في حادث تحطم مروحية الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي.

وتشمل زيارة كني كبار المسؤولين اللبنانيين، إضافة الى لقاء مع الامين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله، على ان يعقد في الخامسة والنصف عصراً مؤتمراً صحافياً في مقر السفارة الايرانية في بئر حسن.  كما تأتي ضمن جولة اقليمية الى لبنان وسوريا، إفتتحها الدبلوماسي الايراني الجديد، في خانة تدشين مهمته اولاً في بيروت للقول:” لن يتغير شيء إطمئنوا ها نحن هنا نواصل الدورالاخوي والنضالي من اجل لبنان”.

 مع الإشارة الى انه لم يتلق اي دعوة رسمية من وزارة الخارجية اللبنانية لزيارة بيروت، ما يؤكد مدى تجاهل الاصول الدبلوماسية التي تحكم عادة العلاقات بين البلدين، لكن كل شيء في لبنان مباح، خصوصاً انّ الزيارة أتت في توقيت تصاعد نيران الجبهة الجنوبية وتهديدات اسرائيل، فيأتي الرد الايراني من لبنان كما تجري العادة، عبر رسائل متعدّدة الاتجاهات والى كل من يريد ان يسمع، ونقطة على السطر بالمفهوم الايراني، في ظل سكوت لبنان الرسمي، وإستغلال البلد السائب لإطلاق “المراجل” من على منابره وتدفيعه الثمن وحده، مع إعلان الخطوط العريضة للسياسة الايرانية من جديد، من دون ان يكون في المرصاد اي رادع، بل على العكس فهنالك مؤيدون صامتون يحركهم “الحزب” كما يريد، ليعلنوا الوفاء والطاعة  للثوابت الايرانية، اي دعم “المقاومة الاسلامية” في لبنان، ووضع القضية الفلسطينية ضمن الخط الاحمر الذي لا يمكن تجاوزه.

في غضون ذلك، تتجه الانظار الى الايام القليلة المقبلة، التي ستسبق الانتخابات الرئاسية الايرانية في 29 الجاري، على ان يتبلور المشهدان اللبناني والشرق اوسطي، بحسب تأرجح المفاوضات واللعبة السياسية.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: