تتركز اهتمامات الساحة الداخلية على المستويين السياسي كما الإقتصادي على إعادة الإعمار بعد الحرب الإسرائيلية، فيما بدأ يتكشف حجم الأضرار والخسائر على امتداد الأراضي اللبنانية وعلى كل المستويات.
ووفق الباحث الإقتصادي والخبير أنطوان فرح فإن “كل دولة تعاني من أزمات استثنائية مثل الإنهيار المالي أو الحروب حتى الزلازل، تبادر عندما تنتهي هذه الأزمات، إلى اعتماد خطة للتعافي، واعتماد سياسة نقدية لتحديد سعر عملة هذه الدولة بما يتناسب مع الوضع الأقتصادي الجديد”.
وفي حديثٍ لموقع LebTalks، يتحدث الخبير فرح عن الواقع المالي اللبناني اليوم، موضحاً أن لبنان يمر بمرحلة جديدة، فهو أمام انهيار استمر 5 سنوات وأمام حرب انتهت، إنما تداعياتها كبيرة، ما يستدعي اليوم وبعد انتهاء هذه الحرب، خطةً للتعافي أولاً للخروج من الإنهيار المالي، وثانياً، لملمة جراح تداعيات الحرب وإعادة الإعمار وإعادة الإقتصاد ضمن هذه الخطة”.
ورداً على سؤال حول السياسة النقدية واعتباره أن سعر الصرف مرشح للتراجع وصولاً إلى مستوى 50 ألفاً، يقول فرح إنه “من البديهي أن تكون هناك سياسة نقدية تتماهى مع هذه الخطة، علماً أن هذه السياسة النقدية، سوف تعمد إلى تحديد سعر الليرة، وسيتمّ تحديد سعر صرف الليرة سيتم بناءً على المؤشرات الإقتصادية الجديدة التي سيفرزها الإقتصاد خلال السنوات الثلاث المقبلة”.
وعليه، يشدد فرح أنه “إذا سارت الخطة كما يجب وأعطى الإقتصاد المؤشرات الإيجابية اللازمة سواء من ميزان المدفوعات أو الميزان التجاري، أو التضخم أو الإستثمارات الأجنبية، وطبعاً تدفق المساعدات، بالنتيجة ولجهة العنصر الأهم، تسجيل يكون نموّ بحجم الإقتصاد، فإن تحسن كل هذه المؤشرات، سيدفع وبشكل بديهي إلى تحسّن سعر العملة الوطنية”.
ويخلص فرح إلى التأكيد، بأن تحسن سعر الليرة وتراجع سعر الدولار، “لن يحصل سريعاً حيث من المؤكد أنه لن يكون هناك تغيير جذري وسريع في سعر الصرف، لأن هذا ليس في مصلحة الإقتصاد، وذلك حتى لو كان ممكنناً إجراء هذا الأمر، ولذلك سيتم اعتماد سياسة نقدية، بحيث أن يتمّ خفض سعر الدولار على الليرة تدريجياً ليكون سعر الليرة هو سعر حقيقي”.
ومن هنا، تشير التقديرات الأولية، بحسب فرح، إلى أنه “في حال مضى السيناريو كما ينبغي وبدأ تنفيذ الخطة بعد الإنتظام السياسي، سنصل بعد ثلاث سنوات تقريباً، إلى سعر صرف ليرة لا يزيد عن خمسين ألف ليرة، يعني الدولار بخمسين ألف ليرة، وهذه طبعاً تبقى تقديرات مرتبطة بالسيناريو الإيجابي المتوقع”.