السيدة الأولى.. المرأة اللبنانية الحاضنة في قلب الحدث البابوي

khas pic

منذ التحضيرات الأولى لزيارة قداسة البابا لاوون الرابع عشر إلى لبنان، كانت السيدة الأولى نعمت عون حاضرة في كل التفاصيل، متابعة كل خطوة لضمان أن تسير الأمور بأفضل صورة ممكنة. لم تقتصر جهودها على الجوانب البروتوكولية والتنظيمية فحسب، بل حرصت على إبراز لبنان بمظهره الحضاري والإنساني، مع التركيز على قيم السلام والتعايش التي يشتهر بها الوطن.

خلال هذه التحضيرات، أظهرت نعمت عون اهتماماً دقيقاً بكل جانب، بدءاً من التواصل مع المؤسسات الرسمية والخاصة، مروراً بترتيبات الاستقبال، وصولاً إلى التأكد من أن كل رسالة، كل كلمة، وكل مشهد يعكس صورة لبنان الحضارية والكرامة الوطنية. كانت تعمل خلف الكواليس لتسهيل الأمور، وتقديم صورة متكاملة عن بلدها أمام العالم، في حدث يضم رمزية دينية ووطنية عميقة.

إلى جانب دورها الرسمي، تبرز نعمت عون كرمز للمرأة اللبنانية التي توفق بين حياتها الشخصية وحياتها العامة، محافظة على التزامها العائلي وفي الوقت نفسه مساهمة فاعلة في الحياة العامة. هي نموذج للمرأة القادرة على التأثير بشكل إيجابي في مجتمعها، وتقديم صورة حضارية عن دور المرأة اللبنانية في قيادة المبادرات الوطنية والإنسانية.

ولم يقتصر تأثير السيدة الأولى على التحضيرات، بل ظهر أيضاً في يوم استقبال البابا. فخلال هذه اللحظة البروتوكولية التي انتشرت صورتها على وسائل الإعلام، خرجت بعض الانتقادات التي اعتبرت أن تقدّمها خطوة عن الرئيس غير لائق. إلّا أن هذا الكلام ليس في مكانه، لأن السيدة الأولى في مثل هذه المناسبات تمثّل كل امرأة لبنانية تستقبل شخصية روحية عالمية بحجم الحبر الأعظم. تقدّمها لم يكن تخطّياً للرئيس، بل حركة بروتوكولية تعبّر عن الترحيب واللياقة، وتُظهر صورة لبنان المضياف. وهي بذلك أتمّت دورها إلى أقصى حد، وعكست صورة المرأة اللبنانية التي تعرف كيف تجمع بين الاحترام، الرصانة، والاحتضان الإنساني.

الزيارة كانت فرصة لتأكيد هذا الدور، حيث لم تكن مجرد حدث بروتوكولي، بل مناسبة لتجسيد صورة المرأة اللبنانية القوية والمتفانية. حضورها ومتابعتها الدقيقة كانا بمثابة رسالة أمل ورجاء للبنان، تؤكد أن المرأة اللبنانية جزء لا يتجزأ من التغيير الإيجابي، وأن مشاركتها العامة تعزز صورة وطنها داخلياً وخارجياً.

ولم يقتصر تأثير السيدة الأولى على التنظيم فحسب، بل شمل تعزيز رمزية لبنان كبلد للسلام والتعايش. من خلال حرصها على كل تفصيلة، قدمت مثالاً عملياً على كيفية ربط القيم الإنسانية والروحية بالمبادرات الوطنية، وجعلت من زيارة البابا لحظة تعكس تماسك المجتمع اللبناني وتعدد مكوناته.

كما أن حضورها هذا يعكس رؤية أوسع لدور المرأة في دعم الدولة والمجتمع، وكيف يمكن للمرأة أن تكون جسراً بين القيم الروحية، الإنسانية والسياسية، وأن تسهم في ترسيخ مفاهيم التعاون والتلاحم الوطني. وتؤكد هذه الصورة أن لبنان قادر على إبراز قادته، ذكوراً وإناثاً، الذين يعملون بصمت وبإخلاص من أجل مستقبل أفضل، مستندين إلى ثقافة الاحترام والمساهمة البناءة.

في النهاية، تظهر نعمت عون من خلال متابعتها الدقيقة وحضورها المؤثر أن المرأة اللبنانية ليست فقط شريكاً في الحياة العامة، بل هي أيضاً صوت وحضور يؤكد أن لبنان، رغم كل التحديات، لا يزال يحتضن الأمل، السلام، والتعايش بين كل أبنائه.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: