يمكن القول والجزم بأن رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي السابق وليد جنبلاط، خرج من الوسطية بفعل تواصله وتناغمه مع حزب الله، إضافة إلى مواقفه الأقرب إلى الممانعة من الفريق السيادي، وبالتالي، إنتقاده للقوات اللبنانية ورئيسها الدكتور سمير جعجع، إنما يؤكد المؤكد على أن جنبلاط ذهب بعيداً في تحالفاته، والسؤال، ماذا عن علاقاته العربية وتحديداً مع المملكة العربية السعودية؟ التي كان لها رسالة مدوية عندما زار سفيرها في لبنان الدكتور وليد بخاري معراب، حاملاً معه عباءة عربية سعودية قدمها للدكتور جعجع، ولهذه العباءة دلالة كثيرة كونها تؤكد على الأصالة، وهذا الزي العربي الخليجي الذي يجسد تاريخاً وعادات وتقاليد، ما ينم عن تقدير المملكة العربية السعودية لرئيس حزب القوات اللبنانية، الذي لم يغير مواقفه أو يبدلها وفق مقتضيات المرحلة.
وكان لجنبلاط إشارات سلبية عندما اندلعت حرب غزة، فانتقد حكام العرب وغمز من قناة السعودية، التي لها فضل كبير على جنبلاط في دعمه في كل المراحل والمحطات، ولهذه الغاية، فزيارة السفير بخاري إلى معراب حملت رسائل بالجملة والمفرق، في أكثر من اتجاه وصعيد، لاسيما أن المملكة لا تتنكر لحلفائها وأصدقائها، فهي دائماً إلى جانبهم.
في السياق، السؤال هل قطعت شعرة معاوية بين جنبلاط والسعودية؟ من الطبيعي أن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق لا يذهب بعيداً في هذا الإطار، كونه يدرك أن للرياض دورها وتاريخها وحضورها، وخصوصاً في هذه المرحلة، حيث لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الدور العربي والإقليمي والخليجي الأبرز، ناهيك إلى علاقات السعودية الدولية، ما يعني أن جنبلاط يتيقن ذلك، أضف إلى أن ثمة جالية لبنانية كبيرة، وهناك شريحة كبيرة من عائلات وشباب طائفة الموحدين الدروز الذين يعملون في المملكة، ومنهم رجال أعمال كبار مقربين من جنبلاط، وهذا خط أحمر لا يمكنه تجاوزه، نظراً لما قدمته السعودية في كافة الحروب والمحطات للبنان والجبل تحديداً، حيث لا يوجد منزل فيه إلا لديه أبناء من هذه القرية وتلك أو هذه البلدة وسواها يعملون في المملكة منذ ستينيات القرن الماضي، ومنهم قبل ذلك بكثير، وتفاعل ذلك في حقبة السبعينات والثمانينات وصولاً إلى اليوم.