الفتنة تتنقل من الاشرفية الى جبيل والعزونية… هل سيقع اللبنانيون في فخها؟

باسكال سلميان

تبدو الفتنة يقظة في لبنان منذ مطلع العام بصورة لافتة، وتنقلها يجري كل فترة من منطقة الى اخرى، بهدف إيقاع اللبنانيين في أفخاخها، لكن الى متى؟

الفتنة الناشطة ينفذها سوريون يقدمون على القتل والسرقة، وسط فلتان أمني غير مسبوق، الامر الذي أعاد ملفهم الى الواجهة بقوة، وإستدعى ضرورة إعادتهم الى ديارهم، لانّ لبنان لم يعد قادراً على تحمّل أوزار وجودهم ضمنه، مع ما تبع ذلك من هواجس تهدّد كل يوم حياة اللبنانيين.

هذه المشاهد لطالما عشناها في لبنان منذ تواجد السوريين، لكن ومنذ مطلع العام شهدنا تكرارها في عدد من المناطق، من ضمنها الاشرفية حيث أقدم مجهول يستقلّ دراجة نارية على محاولة اجتياز حاجز لبلدية بيروت، وبعدما اعترضه الشرطي حسن العاصمي، فقام سائق الدراجة بإطلاق النار بإتجاهه، فأصابه في عنقه وتوفي على الفور، ليتبيّن بعد التحقيقات انّ القاتل من التابعية السورية.

 بعدها شهدت منطقة السيوفي في الأشرفيّة جريمةً بشعة، وقع ضحيّتها المواطن السبعيني نزيه الترك، بعدما أقدم شخصان بالدخول الى منزله بتسهيل من العاملة السورية لديه، وقاما بسرقة محتويات المنزل والذهب والاموال، والاعتداء بالضرب على الترك وزوجته، واشارت التحقيقات الى أنّ السارقَين كانا يتحدّثان اللهجةٍ السورية وهدفهما السرقة.

وقبل 10 ايام أقدمت عصابة سورية على قتل منسّق حزب “القوات اللبنانية” في جبيل المغدور باسكال سليمان، فنتجت عن ذلك تداعيات كثيرة، كادت ان تؤدي الى ما لا يحمد عقباه، لذا برزت المخاوف من وقوع اللبنانيين في الفخ، الذي يحضّره لهم طابور خامس معروف الجهة والإنتماء، وسط أجواء مشحونة وأصوات دخيلة ومحرّضين، أشعلوا مواقع التواصل الاجتماعي بأبشع النعوت، والتهديدات السورية للبنانيين عموماً والمسيحيين خصوصاً.

وتبع هذه الجريمة محاولة إشعال الوضع، من خلال إلقاء قنبلة مولوتوف على مركز الحزب السوري القومي في بلدة جديتا، ومحاولة الصاق هذا العمل بحزب “القوات اللبنانية” بعد تعليق علم الحزب على باب المركز، ضمن تصرّف “ولاّدي” لا مثيل له، ومن ثم حرق سيارة اسعاف عائدة للحزب القومي في بلدة بيصور- عاليه.

وصباح اليوم هزّت لبنان جريمة قتل جديدة في بلدة العزونية – قضاء عاليه، ذهب ضحيتها المواطن ياسر الكوكاش على يد سوريين، بعدما قيدوه وسرقوا شقته، ما أدى الى غضب عارم في البلدة.

الى ذلك يجرى التداول في الكواليس السياسية وبعض المجالس النيابية، بأنّ التوقيت الذي جرت فيه كل هذه الجرائم أعادتنا بالذاكرة الى مراحل صعبة، فهل من محاولة لتحميل المسيحيين أوزار بعض القضايا المستعصية، ومنها ملف النزوح وتداعياته الشاقة على البلد؟ اي إضطرارهم اللجوء نحو الخيار الصعب، وبالتالي ان يكون المسيحيون أداة في إشكالات متكرّرة مع السوريين، وهل أرادوا اليوم إيقاع الدروز في الفخ من خلال جريمة العزونية، لإنجاح مخططات جهنمية تودي بالبلد الى الخراب؟

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: