بعد عامين من الفراغ، أتى العماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية على وقع دعم دولي وعربي وزخم شعبي لم يحظ رئيس به من بعد الشهيد بشير الجميل، لذلك من الطبيعي أن تكون القوات اللبنانية رأس حربة بوصول رئيس بحجم الرئيس عون خصوصاً مع ما تبعه من وعود بخطاب القسم لطالما حلم اللبنانيون بها.
بعد انتخاب الرئيس عون، أتى القاضي نواف سلام على وقع دعم دولي مماثل وتنفس اللبنانيون الصعداء بأن حلمهم سيتحقق، وبالتالي أيضاً القوات اللبنانية كانت المشارك الرئيس في وصوله، ولكن عندما كثرت الأحاديث عن التشكيلة الحكومية وكيف أن القوات لم تأخذ حقها الطبيعي في التمثيل، كان لا بد من توضيح كل ما يحكى عن أن القوات لا تريد سوى الحصص والسلطة.
يعلم القاصي والداني أن القوات اللبنانية لا تدخل في موضوع المحاصصات وتقسيم “قالب الجبنة” لا من قريب ولا من بعيد، وإلا لكانت نالت ما تريد في حكومات سابقة وليس اليوم، أما كل ما يعني القوات فهو أولاً وأخيراً بناء دولة تحاكي تطلعات وأحلام اللبنانيين.
وهنا، لا بد من التوقف عند عناوين رئيسية بالنسبة للقوات ورئيسها سمير جعجع، وهي أولاً:
– تشكيل حكومة موحّدة على الرأي والمشروع، منسجمة، منتجة، ملتزمة ببناء الدولة وفق قواعد الدستور والقوانين.
– حكومة تعمل على تحقيق السيادة الكاملة للدولة وحدها على كامل التراب الوطني، تلتزم تطبيق القرارات الدولية وتعمل على الاصلاح المالي والاقتصادي والتدقيق الجنائي ومحاسبة الفاسدين واسترجاع أموال المودعين.
مصادر سياسية مقرّبة من القوات، أشارت لموقع “LebTalks”، إلى ان ما يحكى اليوم عن التشكيلة الحكومية التي من المتوقع أن تبصر النور في الأيام القليلة المقبلة، فمن الواضح أن حكومة محاصصة كي لا نقول “أخت حكومة ميقاتي”، وبالتالي حكومة المحاصصة لا يمكنها تطبيق خطاب القسم للرئيس عون.
وتتساءل المصادر: “هل بحكومة تضمّ منظومة الممانعة والفساد بهذا الحجم والحقائب يتحقق كل هذا، أم هل بحكومة تخضع بتأليفها لشروط “الممانعين” وتصمّ آذانها لآراء السياديين يتحقق كل هذا؟ هل بحكومة، الحزبيون ممنوعون فيها لفئة معينة ومقبولون للفئات الأخرى يتحقق كل هذا؟.
وتضيف المصادر: “الجواب هو كلا، فهذه الحكومة لن تستطيع تحقيق ما هو مطلوب اليوم من العهد الجديد للرئيس عون ومن الحكومة في ظل ما يحظى لبنان من دعم عربي ودولي، علينا ألا نضيع هذا الدعم، كما والفرصة لا تزال متاحة أمام المعنيين فماذا ينتظرون؟!