القوات بوجه إيران

ouwet

ما يحدث اليوم في لبنان هو مشهد واضح لصراع بين مشروعين: مشروع الدولة السيادية المستقلة ومشروع التبعية الخارجية الذي يقوده محور إيران عبر حلفائه في لبنان. مؤتمر معراب الذي نظمته القوات اللبنانية لم يكن مجرد لقاء سياسي عادي، بل كان إعلانًا واضحًا عن بدء مرحلة جديدة من المواجهة السياسية والدبلوماسية بامتياز. القوات اللبنانية، بصفتها أكبر كتلة برلمانية تحمل مشروع الدولة، اتخذت موقفًا حاسمًا ضد الهيمنة الإيرانية في لبنان، مظهرة رأيًا سياسيًا مغايرًا لما يحاول محور الممانعة فرضه على البلاد.

الضجيج الذي صدر عن حلفاء إيران والإعلام الموالي لهم ليس إلا دليلًا على حجم الإرباك الذي سببه هذا المؤتمر. لقد نزلت القوات اللبنانية إلى الساحة السياسية بكل ثقلها، معلنة أن المقاومة السياسية والدبلوماسية إنتقلت إلى المواجهة المباشرة. هذه “المقاومة الدبلوماسية” التي أعلنتها القوات اللبنانية هي ضربة قاسية لمحور إيران، الذي اعتاد أن يحكم قبضته على مفاصل الدولة اللبنانية تحت ستار ما كان يسمى حزب الله. لكن اليوم، الأمور تغيرت؛ القوات اللبنانية لم تعد تقف عند حدود حلفاء إيران، بل دخلت إلى ساحة المواجهة السياسية المباشر، مظهرة نفسها كقوة حقيقية قادرة على تنظيم صفوف السياديين وجعلهم صوتًا مؤثرًا في مواجهة المشروع الإيراني.

إيران، التي تعتمد على حلفائها في لبنان لتنفيذ أجندتها الإقليمية، فوجئت بهذا التحرك الجريء. فقد أظهرت القوات اللبنانية أن هناك بديلًا سياسيًا قادرًا على مواجهة مشروعها، بديل يسعى لإعادة بناء الدولة والمؤسسات واستعادة السيادة الوطنية. لهذا، جاء التشويش القوي من محور الممانعة، لأنه يدرك أن مؤتمر معراب ليس مجرد حدث إعلامي عابر، بل هو نقطة تحول في الصراع السياسي في لبنان. القوات اللبنانية أعلنت بوضوح أنها لن تقبل استمرار الهيمنة الإيرانية على لبنان، وأنها مستعدة للعب دور الريادة في مواجهة هذا المشروع.

مؤتمر معراب أزعج إيران لأنه أعاد تظهير لبنان السيادي كقوة قائمة، وكشف أمام اللبنانيين والعالم أن هناك رأيًا سياسيًا واسعًا يرفض التبعية ويريد بناء دولة ذات سيادة. القوات اللبنانية أظهرت بحزم أن المقاومة ليست احتكارًا لفريق معين، بل يمكن أن تكون دبلوماسية وسياسية، وأن المواجهة مع المشروع الإيراني ليست أمرًا مستحيلاً، بل تتطلب وحدة الصفوف والسيادة على القرار الوطني.

في نهاية المطاف، هذا المؤتمر ليس مجرد ضربة إعلامية، بل هو ضربة استراتيجية، وضربة سياسية محكمة لحلفاء إيران في لبنان.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: