“القوات” تَسأَل وتسائِل قبل أن تُسأَل..

IMG_6676

“لقد كانت القوات مع بشير الجميل حاجة وبعد استشهاده أصبحت ضرورة، لقد حاولوا مصادرتها وخنقها وهي طريّة العود فترسّخت جذورها في الأرض واشتدّ عودها.

وهم اليوم كلما نزعوا غصناً مدت أغصاناً وظلالاً.

وهي ستبقى ضمير القضية مهما تلبدّت غيوم الغوغائية.

وهي ستبقى ثاقبة النظر،مهما سكرت الرؤوس بخمرة الغرائز والمصالح الفردية.

وهي ستبقى قوية بالإيمان وبالوفاء وبراحة الضمير،أقوى منها بالسلاح والحديد.

واليوم في ذكرى البشير بالذات تمرّ في ذهن مناضليها صور كثيرة.

فهي انصرفت الى العرق والعمل وغيرها اكتفى بالكلام عليها.

وهي قدمّت التنظيم والمنهجية وغيرها حاربها بالعشائرية والتقليدية.

وهي حاربت بالعلم والمنطق وغيرها حاربها بالإشاعات.

وهي اعتمدت النفس الطويل في نضال طويل وغيرها اعتمد الانتصارات المزيفة في معارك خاسرة.

هي استجمعت حجارة البناء وغيرها رمى في بئرها حجراً.

صور كثيرة تمر في ذهن مناضليها ولكن ستبقى قلوبهم قوية بالإيمان والوفاء،أقوى منها بالسلاح والحديد.

وسيذكر التاريخ،بشير الجميل شهيد قضية القوات اللبنانية.

وسيذكر التاريخ، دائمًا هناك قوات لبنانية، وأحيانا هناك متحاملون عليها، وأبداً يبقى لبنان”.

قد يكون ما قاله رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع في ذكرى استشهاد مؤسس القوات الرئيس بشير الجميل خير تعبير عمّا تعرضت له القوات اللبنانية، منذ تأسيسها وما زالت، مروراً بمراحل الاشاعات والفبركات والاتهامات التضييق والاضطهاد والاعتقال والحلّ والاغتيال، من محاولات النيل منها وتشويه صورتها ومحاولة فصل قيادتها عن قاعدتها وجمهورها بلبوس اعلامية قانونية قضائية امنية عسكرية شرعية وغير شرعية وسياسية.

لم يشذّ أداء مفتري بعد الاحتلال واطلاق القوات ورئيسها من الاعتقال الى الحرية في العمل الديمقراطي السياسي  عن مفتري الاحتلال وازلامهم والمتماهين معهم ومشوهي صفحات القوات ومتحاملي ذاك الزمان الاسود، اذ دأب هذا الخليط على التصويب حصراً وجزافاً على القوات دون غيرها رامياً عليها الاتهامات والتركيبات، ليرميها في أتون نار من الظلم والظلام ولتخرج منه القوات اللبنانية في كل مرة ومحطة ذهباً نقياً ناصعاً سليماً متعافياً من كل جرح او اصابة اصابتها.

 وهنا من حق القواتيين على الخصوم ومفتري اليوم ان يسألوا :

ألم يصوّت جمهور الثنائي  وخاصة جمهور حزب الله وبتكليف شرعي في الانتخابات البلدية في بيروت في عام 1998 للمرشح على نفس اللائحة مع تيار المستقبل وحزب الكتائب لمرشح “القوات اللبنانية المنحلة” المهندس جوزف سركيس؟

ألم يصوّت في البرلمان اللبناني 100 نائب من ممثلي الامة اللبنانية، ومنهم كتلة حليفه في الثنائي نبيه بري رئيس حركة أمل، على “العفو العام” عن الدكتور سمير جعجع احقاقاً للحق وتحقيقاً لضرورة “المصالحة الوطنية” وقبل ان تُسأل القوات عن الحلف الرباعي الذي اتفق عليه على ما سمّي به حركة امل وحزب الله والحزب التقدمي الاشتراكي وتيار المستقبل من حقّها أن تسأل كيف صوّت جمهور الثنائي وخصوصاً جمهور حزب الله وبتكليف شرعي في العام 2005 لمرشّح القوات اللبنانية ورئيس هيئة الدفاع عن رئيس القوات المحامي ادمون نعيم؟

وتسأل القوات قبل ان تُسأل كيف جلس أمين عام الحزب الراحل حسن نصرالله على طاولة الحوار الواحدة مع الدكتور سمير جعجع “مصافحاً” معجباً بهذا الأخير بقوله في حوار له مع جريدة “السفير” في 27 نيسان 2006 اذ قال: “سمير جعجع كان يفسر ويستدل ويناقش وقدم نفسه كإنسان محاور، كان يصغي ويسجل ملاحظات، وكان في بعض المفاصل يحاول أن يكون منصفاً، فيما بعض الأخوة الآخرين سكتوا” مع علم نصرالله وتعلمّه واستشهاده دوما بما قاله شهيد المقاومة وشيخها راغب حرب عن “الموقف سلاح والمصافحة اعتراف”.

تسأل القوات قبل ان تُسأَل الم يجلس وزراء الحزب وما زالوا جالسين على نفس طاولة مجلس الوزراء وفي اللجان النيابية وتحت قبة البرلمان مع وزراء القوات ومع نوابها المتزايدين عدداً منسقين متفاهمين منسجمين على نقاط ولو محدودة في بعض الأحيان؟

القواتيون يسألون ألم يعبّر الحزب وجمهوره ونازحوه عن الثقة بالقوات اللبنانية وادارتها المحلية وجمهورها حين توافد عشرات الآلاف منهم من قرى البقاع وبعلبك الهرمل والضاحية والجنوب الى بلدات اتحاد قضاء دير الاحمر واتحاد قضاء بشري والكورة وزغرتا واقضية جبل لبنان المسيحي وبيروت في دائرتها الاولى على سبيل المثال، الم تكن ذاك التوافد وتلك الضيافة والاستقبال والاحتضان بعد كلمة أمين عام الحزب الراحل حسن نصرالله تاريخ 18 تشرين الاول 2021 بعد محاولة غزوته لعين الرمانة ملجأ وملاذ النازحين الوافدين أعلاه “مهدداً القوات ومن يؤيدها بـ”100 الف مقاتل مجهز” تبيّن عدم جوزيتهم لمواجهة اسرائيل وكما يسأل القواتيون الحزب الم يأت الاحتضان وحسن الضيافة والاستقبال بعد ان اتهم نصرالله في نفس الاطلالة رئيسها “بأنه يبحث عن عدو، والعدو الذي يمكن أن يعمل عليه ويبني بازارا وتجارة عليه مع دول إقليمية كان حزب الله”؟

وقبل ان تُسأل القوات تسأل الحزب وكل المفترين المشككين من مدّعي فهم السياسة والتشبث بالسيادة كيف جلس الحزب اليوم في مجلس الوزراء مع الوزراء القواتيين بعد اتهامها ورئيسها وقيادييها وجمهورها في الفترة الممتدة من 8 تشرين الاول 2023 وحتى 27 من تشرين الثاني 2024، بالتآمر على “المقاومة” والعمالة والتبعية لـ”أمريكا واسرائيل” والتكلم بلغة الاعداء الدوليين والاقليميين؟

كما تسأل القوات وتضع الأصبع في عين المفترين المتهمين والمشككين قبل أن تُسأل: كيف صوّت أكثر من عشرة الاف من الثنائي الشيعي غالبيتهم من جمهور الحزب  لأكثر من ثلاثة مرشحين قواتيين في بلدية بيروت وكأنه يمحض ثقته وصوته وتكليفه للعدو وعملائه حسب حملات الممانعة الممنهجة على القوات اعلاميا واعلانيا وسياسيا وكأنه ردٌ مباشر على فيتو وفيق صفا غير المبدئي الذي سبق ان رفعه بوجه القوات اللبنانية العميلة.

على ما سبق يحق للقوات ان تسائل وتحاسب وتحاكم كل من ضبط متلبّسا بجرائم الافتراءات والاتهامات وهدر الدم وعلى رأسهم الحزب، في صِيَغه السابقة والحالية، الذي لطالما نصّب نفسه خصما وحكما في آن.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: