المحور الممانع الى “الاتفاقيات الابراهيمية” درّ

MOUMENA3A

“لماذا قام السعوديون بذلك مع هذا الرئيس؟ التكريم والتجليل لترامب وهو اكثر رئيس اساء إلى الإسلام كدين وإلى المسلمين، واكثر رئيس اساء إلى العرب كقومية واساء إلى السعودية اليس ترامب من قال إن السعودية بقرة حلوب؟ هذا أكبر رئيس عنصري.

وعندما دخل البيت الأبيض اصدر قراراً بمنع دخول المسلمين أميركا. وهذا الرئيس تم تكريمه وهو لم يفعل شيئاً حتى الآن. ويجلس على كرسي مهزوز ويمكن أن يتم عزله… السعودية قامت بذلك لأنها بحاجة إلى السيد الأميركي لتبقى صاحبة دور في المنطقة، إن مال داعش سعودي وإدارته سعودية. وفي اليمن تخوض السعودية حرباً منذ عامين ونصف على شعب شريف، وجاؤوا بالجيوش من المنطقة… العالم لا يقول الحقيقة خوفاً من قطع المال السعودي عنهم. السعودية فشلت في كل مخططاتها في المنطقة، وهي بحاجة إلى الاميركيين”.

حسن نصرالله في 26 أيار 2017: لقد توقع الكثيرون في ذاك الزمان وانطلاقاً من المصداقية والقوة والكاريزما التي كان يتمتع بها امين عام الحزب الراحل السيد حسن نصرالله، سقوطاً مدوّياً لنظام الحكم السعودي وسقوطاً بدويِّ اكبر واقوى لرئيس الولايات المتحدة الأميركية دونالد ترامب عن كرسيه “المهزوز” وولايته المحتوم انهائها قبل مدتها مع حتمية عزله الذي تنبّأ بها بـ”رؤيته الثاقبة” وكيل الولي الفقيه الايراني في لبنان.

طبعا لم يكن المستمعون ولا السيد حسن نصرالله قد يمموا وجههم آنذاك ناحية الامارات العربية المتحدة ولا ناحية مملكة البحرين والى ما كان يجري مع اسرائيل من مباحثات ومفاوضات تحت رعاية ترامب، “المهتزة كرسيه” والمتجه نحو “عزله” وانهاء ولايته، والتي أدت فيما بعد الى ما بات تسمى اليوم بـ”الاتفاقيات الابراهيمية” نسبة الى ابو الانبياء ابراهيم القاسم المشترك بين الديانتين اليهودية والاسلامية.

لقد عاد الذين استمعوا وصدّقوا توقعات السيد نصرالله في ايار 2017، ولدى استماعهم الى ترامب في ايار 2025، الى وقائع السنتين الأخيرتين والتي أخرجت المحور الايراني من معادلة الشرق الأوسط بعد ضرب أذرعه وقطع رؤوسها في كل غزة ولبنان وقسم ظهرها في سوريا مع اسقاط نظام الأسد، كما عاد المستمعون المصدّقون الى واقعة حالة فك الاشتباك والتهدئة والغزل والمباحثات والمفاوضات السائدة بين المملكة العربية السعودية المستهدفة من نصرالله وحزبه وايران وبين هذه الاخيرة والولايات المتحدة الأميركية برئاسة ترامب العائد الى البيت الابيض على عكس توقع نصرالله المذكور في 2017.

اما وان الجميع قد شاهد الحفاوة التي استقبل فيها الرئيس الاميركي العائد في المملكة العربية السعودية وقطر والامارات والبحرين، كما شاهد الجميع الاحتفالات التي عمت الجمهورية العربية السورية بعد اعلان ترامب انهاء العقوبات التي كانت على دولتهم ابان حكم الاسد الساقط، فقد سمع الجميع ما قاله ترامب عن امكانية شمول الاتفاقيات الابراهيمية كل من المملكة العربية السعودية والدولة السورية والتي كانت الظهير والدعم لحزب نصرالله وقاسم،وطبعا يتوقع الجميع بفعل الوقائع الانفة الذكر ان تسير ايران بخطة حثيثة ولو ببطء في اتجاه تلك الاتفاقيات “المحرّمة” على عادة تلك المدرسة بتحليل ما كان محرّماً وتحريم ما كان محلّلا وفق مصالح “الدولة العليا” ضاربة بعرض الحائط الوكلاء والبدلاء والاذرع والرؤوس بعد استنفاد استخدامهم ونفاذ صلاحيتهم، كما نفذت صلاحية ومضمون خطاب نصرالله الآنف الذكر في العام 2017، على طاولة المفاوضة والمقايضة.

لن نجد مثالاً عن تحليل التحريم والتجريم بحق الرئيس المهزوزة كرسيه دونالد ترامب، افضل من تغزّل اعلام الممانعة بترامب في خلافه مع نتنياهو في موضوع انهاء الحرب على غزة، ومن استقواء هذه الممانعة بترامب للدفاع عن الحوثيين والايرانيين بوجه المخططات الاسرائيلية لضرب المنشآت النفطية واليمنية، وبكبح جماح الاسرائيلي ضد لبنان وسوريا.. مفضلّة تلك الممانعة الشيطان الأكبر على الأصغر كرمى لعين المحرِّك الايراني الذي أدار محركات قطاره على السكة الاميركية الابراهيمية.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: