المدارس “فوّلت” بالنازحين.. هل تُقرع أجراسُ العودة غداً؟!

Schools

كتبت لينا البيطار:

قبل أقل من أربع وعشرين ساعة من الموعد المحدّد أي غداً الإثنين 7 تشرين الأول الجاري، يقف العام الدراسي ومعه وزارة التربية والتعليم العالي والمدارس والجامعات والمعاهد التربوية الخاصة والرسمية حائرين أمام مفترق طرق: إما إنهاء العام الدراسي قبل أن يبدأ أو التعليم بمَن حضرَ من طلاب وأساتذة، وبالمتوفّر من تقنيات متاحة لزوم التعليم الإفتراضي خصوصاً في المدارس الرسمية التي تعاني أصلاً من نقص في هذا المجال.

ومع استمرار العدوان الإسرائيلي على كامل الأراضي اللبنانية وإن بوتيرة مغايرة بين منطقة وأخرى، ومع لجوء أكثر من مليون ونصف مليون لبناني من المناطق المتضرّرة في الجنوب والبقاع في المرحلة الأولى، ثم من بيروت في المرحلة الراهنة باتجاه المتن وكسروان والشمال، “فوّلت” المدارس الرسمية ومباني الجامعة اللبنانية، والتي يُقدّر عددها بحوالي 400 مبنى، بالنازحين وذلك بالتزامن مع المستجدات الأمنية الراهنة على مدار الساعات الأربع والعشرين معطوفةً على أيام الأسبوع السبعة، ما دفع بالكوادر التعليمية الى طرح سؤالٍ بقي حتى الآن من دون جواب شافٍ: ما مصير العام الدراسي؟

اتحاد مؤسسات المدارس الخاصة يُصر على فتح أبواب المدارس أمام الطلاب بدءاً من يوم غدٍ الإثنين، وسط أرآء متناقضة تتأرجح بين: “من المعيب فتح المدارس في ظل الظروف الراهنة وإنهاء العام الدراسي” وبين “ضرورة استمرار القطاع التربوي في عمله سعياً وراء تحصيل علمي منتج”.

وزارة التربية، الوصية على القطاع ومؤسساته، سعت الى ما أسمته “خطة إنقاذ” العام الدراسي التي كانت خطوطها العريضة تحضير إحصاء مفصّل عن بيانات الطلاب والأساتذة النازحين في مراكز الإيواء تمهيداً لجمع كل ثلاثة مراكز في مدرسة خاصة قريبة ليتمّ التعليم فيها في دوام بعد الظهر.

هذه الخطة لم تُبصر النور بعد والوقت داهم والخيارات ثلاثة لا رابع لها: التعليم الحضوري والتعليم المدمّج والتعليم الإفتراضي الكامل أي التعليم عن بعد، علماً التجربة اللبنانية مع هذا النوع من التعليم أثبتت فشلها خلال فترة الكورونا ولم تحقق النجاح المرجو لأسباب عدة لا مجال لتعدادها هنا.

مدارس الشمال أعلنت عن بدء التعليم الحضوري اعتباراً من يوم غد “تجنّباً لضياع عام دراسي كامل”، ومن المرجح أن تحذو حذوها تلك الواقعة في مناطق آمنة نسبياً، والكل بانتظار قرار وزارة التربية التي كانت في السابق، أي منذ حوالي أسبوعين، قد أصدرت قراراً يقضي بالعودة الى التعليم الذي يشمل الحضوري والافتراضي “وفق واقع وظرف كل مدرسة، بإستثناء ما يتعارض مع أحكام هذا القرار”، فهل تُقرَع أجراس المدارس صباح غدٍ إيذاناً بعودة التلامذة الى مقاعد الدراسة مع وجود نسبة 90% من النازحين في رحابها ؟ إن جرس الغد لناظريه قريب.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: