Search
Close this search box.

المسعفون ينزحون والمستشفيات خارج الخدمة… متى العودة إلى مرجعيون؟

كتبت تالين نهرا:

ساعاتٌ مرّت على إخلاء الطاقم الطبي لمستشفى مرجعيون الحكومي في الجنوب، الذي كان يُقدّم الخدمات لجرحى الاستهدافات الإسرائيلية منذ بدء الحرب بـ”الموجود”، وعلى الرغم من النقص في عدد الموظفين والمسعفين، لكن جاء القصف ليُسرّع عملية إغلاق المستشفى.

ساعاتٌ مرّت على استشهاد 7 مسعفين وإصابة 5 آخرين، وانتشار الهلع بين الموظفين.

مستشفى مرجعيون ليس الأول، ولا بدّ من ألا يكون الأخير، إذ خلال أقل من 24 ساعة، طاولت النيران الإسرائيلية 3 مستشفيات: “مرجعيون الحكومي”، “ميس الجبل الحكومي”، و”بنت جبيل الحكومي”، لتُصبح خارج الخدمة بشكل كلي. وتجدر الإشارة إلى أن الاستهدافات تخطّت الماديات، وها نحن نرى أن المسعفين أصبحوا بحاجة لمن يسعفهم.

وعلى إثر ذلك، تواصلنا مع مدير مستشفى مرجعيون الدكتور مؤنس كلاكش، طارحين عليه “باقة” من الأسئلة، متسائلين كيف كانت وطأة الحادثة على العاملين، ليجيب كلاكش عبر موقع “LebTalks”: “كان الذعر يرافقنا منذ بدء الحرب وتضاعف مع التصعيد الإسرائيلي الواسع منذ حوالي الأسبوعين، وبعد القصف اليوم، حاولنا جاهدين السيطرة على الرعب المنتشر، إلّا أننا لم نستطع الاستمرار بعد سقوط ضحايا بين صفوفنا، بالإضافة إلى وجود نقص سابق، إذ نعمل من دون طبيب بنج واختصاصيي مختبر منذ 4 أيام، إثر حركة النزوح”.

ويشير كلاكش إلى أنه “في الفترة الأخيرة، استقبلت المستشفى عدداً من جرحى الاعتداءات فقط ولم يكن هناك أي مرضى آخرين”، لافتاً إلى أن “معظمهم كان يعالج سريعاً ويخرج في اليوم نفسه”.

وعند سؤاله عن موعد العودة إلى العمل، قال كلاكش: “نسعى لذلك بأقرب فرصة، لكن حالياً نعمل على استعادة قوانا والتعافي نفسياً مما حصل، وفي النهاية يعود ذلك إلى أفراد الطاقم الطبي ومدى استعدادهم للتضحية”، ويضيف أنه “ليس من الضروري أن يكون الفريق كاملاً متكاملاً، إلا أنه من المفترض وجود طبيب جراحة وطبيب بنج وموظفي مختبر وأشعة وممرضين على الأقل، بحيث أن غيابهم يشكل خللاً في العمل”.

وعما إذا تواصلت إدارة المستشفى مع العاملين فيها بعد الحادثة لتهيئتهم للعودة، يقول كلاكش إنه “لم يحن الوقت بعد للتواصل معهم، إذ لم يمر سوى ساعات فقط على الاستهداف”، ويلفت إلى أن “أغلبهم غادروا المنطقة لينضموا إلى النازحين من الجنوب، خوفاً من الاستهدافات المتكررة”.

ويستطرد أن “المستشفى لم تتلق أي تحذير سابق، إلا أن أهالي المنطقة وصلتهم عدة تحذيرات منذ حوالي الـ4 أو 5 أيام”.

ولوحظ في الفترة الأخيرة، تزايد الاستهدافات الإسرائيلية المتواصلة للمنشآت والطواقم الطبية، كما زعم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي أنهم “رصدوا استغلال حزب الله بشكل متزايد لسيارات الإنقاذ لنقل المخربين والوسائل القتالية”، محذراً من “تداعيات استمرار هذه الظاهرة، داعياً الأطقم الطبية إلى الابتعاد عن عناصر الحزب”، مهدداً بـ”ضربها”.

فهل تحولت فعلاً، فرق الإسعاف إلى أدرع “الحزب” البشرية، والمستشفيات إلى مخازن أسلحته؟

وها هي إسرائيل تقصف تحت شعار “إن طقت وإن ما طقت، نأخذها بزيد وخاوة”، ونراهم يقصفون “بلا حسيب أو رقيب”.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: