شكّلت زيارة البابا لاوون الرابع عشر إلى لبنان حدثًا وطنيًا واستثنائيًا أعاد للبلاد نبضها في الظروف الصعبة، إذ حمل الحبر الأعظم رسالة سلام ورجاء، وأطلق خلال محطّاته الروحية والوطنية مواقف تركت وقعًا عميقًا في نفوس اللبنانيين. وقد تحوّلت الشوارع والكنائس والساحات إلى مساحة لقاء جامع، عبّر فيها الشعب عن توقه إلى الاستقرار والوحدة والسلام، فيما أرسى البابا خارطة طريق روحية وإنسانية لوطن يبحث عن خلاصه.
في السياق، وبحديث خاص لموقع LebTalks، قدّم المطران ميشال عون قراءة شاملة لزيارة البابا لاوون الرابع عشر إلى لبنان، معتبرًا أنّها كانت "أكثر من رائعة"، وأنّ ما رآه من استقبال اللبنانيين للبابا شكّل مفاجأة أثّرت بعمق في قلبه وملامحه حتى اللحظة الأخيرة.
زيارة رفعت المعنويات وأعادت الأمل
أوضح المطران عون أنّ الكلمات التي وجّهها البابا خلال زيارته "كانت بمثابة خارطة طريق للبنان وللكنيسة"، مشيرًا إلى أنّها حملت رسائل وطنية وراعوية مهمة، رفعت معنويات الشباب ومنحتهم جرعة أمل يحتاجونها في ظل الظروف الراهنة.
أضاف: "الاستقبال الشعبي تحت المطر، الحضور الكبير على الطرقات، ومحبة اللبنانيين للبابا هذه المشاهد تركت أثرًا بالغًا في نفسه"، لافتًا إلى أنّ البابا غادر لبنان "وقلبه معلّق بهذا البلد".

التنسيق مع بكركي.. ولا خلافات
وروى المطران عون تفاصيل دوره خلال الزيارة، مؤكّدًا أنّ بكركي هي التي اختارته رسميًا ليكون المنسّق الكنسي الأساسي. وأشار إلى أنّ التنسيق بينه وبين الصرح البطريركي كان كاملًا.
كما أوضح أنّ عدم بروز البطريرك بشارة الراعي في بعض المشاهد مردّه إلى جلوسه في البابا موبيل أو الكولف كار، وليس لأي خلاف، مشددًا على أن "لا يوجد أي تباعد أو خلاف. كل الأمور كانت منسّقة بدقّة".
وأشار كذلك إلى أنّ تقدّم البطريرك في العمر طبيعي وله انعكاساته على الظهور والحركة، مضيفًا: "البطريرك كان موجودًا في كل المحطات الأساسية، وإلى جانبه الكاردينال بارولين".

العلاقة مع بعبدا: ممتازة
وأكد المطران عون أنّ التنسيق مع قصر بعبدا كان "أكثر من رائع، إذ جرت متابعة كل التفاصيل بينه وبين الفريق المنظّم للزيارة وعلى رأسه السيدة الاولى نعمت عون، ما ساهم في نجاحها بصورة كاملة.
هل يقترب البطريرك من الاستقالة؟

وحسم المطران عون الجدل الدائر حول احتمال استقالة البطريرك الراعي، معتبرًا أن هذا الكلام "سابق لأوانه وغير مبني على أي معطى"، قائلاً: "قرار الاستقالة يعود حصريًا لغبطته، وهو وحده من يحدّد الوقت المناسب. الحديث المتكرر عن هذا الأمر غير مبرّر، ولا يرتبط إطلاقًا بكون ظهوره أقل من السابق. العمر له طبيعته، وهذا أمر طبيعي".
وختم: "نسأل الله أن يطيل بعمره، وعندما يقرّر ساعة التقاعد، عندها نصلي ونبحث بهدوء عن من يخلفه".
تعكس مواقف المطران ميشال عون صورة واضحة عن خلفيات وكواليس زيارة البابا، التي يعتبرها محطة تأسيسية تحتاج إلى متابعة ومراكمة. وبينما يبدّد الجدل حول علاقة بكركي بالزيارة، يشدد على ضرورة البناء على الرسائل التي حملها الحبر الأعظم، لأنّ لبنان، كما يقول، "يستحق أن تُثمر هذه الزيارة أملاً حقيقياً وخطوات عملية".