عادت الخُماسية لتتحرّك من جديد، بعد إجازة طويلة فرضتها حرب غزة والجنوب، إلى التعقيدات والخلافات والتباينات الداخلية، وتفرّغ الدول الكبرى لِما يجري في المنطقة، فنام الملف الرئاسي في أدراج الإنتظار والترقّب لِما ستؤول إليه هذه الحرب التي لا أفق لها.
في هذا السياق، يُنقَل بأن تحرّك السفير السعودي وليد البخاري، الذي انطلق منذ فترة باتجاه مرجعيات سياسية وروحية، يؤكدُ المؤكد على أن المملكة العربية السعودية لم تتخلَ عن لبنان، وأن دورها أساسي على المستوى اللبناني، وكذلك ضمن اللجنة الخُماسية، لاسيما وأن آخر لقاء انعقد مع الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان كان في المملكة، وفي حضور المستشار في الديوان الملكي الدكتور نزار العلولا إلى السفير البخاري، لكن الظروف حالت دون توجّه لودريان إلى بيروت لمواكبة ومتابعة الاستحقاق الرئاسي، ومن هنا فإن فمروحة الاتصالات التي يقومُ بها السفير البخاري تندرجُ في بحث الشؤون اللبنانية والعربية، وكذلك الاستحقاق الرئاسي، والتأكيد على ضرورة خروج لبنان من أزماته، وتطبيق القرارات الدولية، وكذلك إدانة الغطرسة الإسرائيلية، ودعم القضية الفلسطينية.
كل هذه العناوين بحثها السفير السعودي مع السفير الفلسطيني أشرف دبور، كما الحرص على “المبادرة العربية” التي أطلقت في قمة بيروت العربية في العام 2001 .
وتتابعُ المصادر مشيرةً إلى أن هذه التحرّكات قد تؤدي إلى إعادة تحريك الملف الرئاسي من قبل الموفد الفرنسي، وكل ذلك سيأتي ضمن تسوية الدوحة وحراك لودريان، لكن حتى الساعة لا يمكن البناء على أية إيجابيات حول ما اذا كان رئيس الجمهورية سيُنتخبُ في وقت قريب، بانتظار بلورة ما يجري في القاهرة والدوحة من لقاءات بين المسؤولين الإسرائيليين وحماس، وكذلك ما يحصل في الجنوب، مع الإشارة إلى أن هناك سعياً لفصل الاستحقاق الرئاسي عن الجنوب وغزّة، ما قد يؤدي إلى انتخاب الرئيس، لكن المطّلعين على بواطن الأمور يؤكدون أن هناك ثمّة ترقّب ثقيل لمآل المفاوضات الجارية في القاهرة سواء كانت تداعياتها إيجابية أم سلبية، فمن الطبيعي أنها ستنسحب على لبنان وصولاً إلى إزالة التعقيدات الداخلية.
ما يمكن قوله أخيراً هو إن هذا الملف بدأ يتحرّك شيئاً فشيئاً، والأيام القليلة المقبلة ستبلور الوضع ليُبنى على الشيء مقتضاه.